أثار حديث نائب عمدة العاصمة المنتمي إلى «البيجيدي» عن «ضغوطات» على مستشاري «البام» لإحداث شركة «الرباط باركينغ»، حفيظة قياديين في الأصالة المعاصرة الذين اعتبروا إقحام اسم المستشار الملكي «استغلالا سياسويا». دخل مستشارو حزب الأصالة والمعاصرة ببلدية الرباط في حرب جديدة مع حزب العدالة والتنمية، بسبب تصريحات عبد السلام بلاجي، نائب عمدة الرباط، الذي تحدث فيها عن «تدخل مستشار الملك، فؤاد عالي الهمة، وضغطه على مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة من أجل تمرير مقرر إحداث شركة «الرباط باركينغ»، المكلفة بمواقف السيارات، والتي تملك البلدية 51 في المائة من رأسمالها، فيما يعود الباقي إلى صندوق الإيداع والتدبير. وخلفت هذه التصريحات ضجة كبيرة أثارها قياديون من حزب الأصالة والمعاصرة، والذين اعتبروا إقحام اسم المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة «استغلالا سياسويا من قبل البلاجي وحزبه». وفي هذا الصدد، قال إدريس الرازي، رئيس مقاطعة حسان، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة: «لم نفهم سياق ولا أسباب تحدث بلاجي عن تدخل مستشار الملك فؤاد عالي الهمة لتمرير قرار خاص بمجلس المدينة». وأضاف الرازي، في اتصال مع «اليوم24»، «هل يعقل أن يمارس مستشار الملك ضغوطات من أجل قرار يحسم فيه المجلس؟»، قبل أن يستدرك: «كما أننا لم نفهم سبب هذا الخروج الملغوم في هذه الظرفية بالذات». وبدأت أطوار القصة، عندما اجتمع عبد السلام بلاجي، نائب عمدة الرباط، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية بعدد من ساكنة حي حسان بالرباط، والذين اشتكوا من نظام المراكن الذي شمل كل شوارع وأزقة حي حسان بالرباط. وخلال اللقاء، استغربت الساكنة كيف يتم العمل بهذا النظام، في حين أن أغلبية أعضاء المجلس لم تصوت عليه. وفي محاولة منه لنفي هذا المعطى؛ أي أن الأقلية فقط هي التي صوتت على هذا المقرر، ذكر بلاجي للسكان أنه «كان هناك توجه لعدم تصويت المعارضة في مجلس المدينة على هذا المقرر، لكن وقعت تدخلات من قبل عراب الأصالة والمعاصرة آنذاك فؤاد عالي الهمة، جعلتهم يصوتون بالإيجاب». وفي هذا الصدد، أكد عبد السلام بلاجي، في تصريح ل « اليوم24» «صحة ما نقله عنه سكان حسان من تصريحات بشأن تدخل فؤاد عالي الهمة للتصويت على مقرر إحداث شركة «الرباط باركينغ»». وقال نائب عمدة الرباط، في اتصال مع «اليوم24»: «خلال الفترة السابقة لتأسيس شركة «الرباط باركينغ» بلغ إلى علمنا أنه كان هناك توجيه من قبل مسؤول حزبي للتصويت لفائدة القرار، وكان فؤاد عالي الهمة ساعتها مسؤولا حزبيا، وليس مستشارا للملك». وزاد: «أنا تحدثت عن الهمة بصفته مسؤولا حزبيا آنذاك، بحيث لم يكن قد عين بعد مستشارا للملك، كما أن الدور الذي قام به إيجابي للغاية وليس سلبيا». وعاد بلاجي إلى تفاصيل الواقعة موضحا: «خلال سنة 2010 تم التفكير في إحداث شركة لتسيير مراكن الرباط، وقد أثارت هذه النقطة لغطا كبيرا داخل المجلس، والأحزاب التي كانت في المعارضة آنذاك، كانت ستصوت ضد القرار، فقط لأنها في المعارضة، ساعتها تدخل الهمة، بصفته الحزبية، لثني مستشاري البام عن هذا القرار، وتوجيههم نحو التصويت لفائدته، مراعاة لمصلحة العاصمة». واستغرب بلاجي، كيف «عمل مستشارو البام بعد مرور زهاء أربع سنوات على الواقعة على تبني الخلط بين فترات تاريخية؟ والحال أن تدخل الهمة وضغطه كان إيجابيا». وأضاف: «يجب أن نميز بين ما هو ضغط، وبين ما هو توجيه إيجابي، بحيث كان قرار إحداث شركة تنمية محلية بعد إبعاد الشركة الإسبانية عن الصواب». وزاد: «ما يفعله مستشارو البام الآن هو استغلال سياسوي للأحداث، وإخراجها من سياقها التاريخي الحقيقي». من جهته، دعا حكيم بنشماس، عمدة الرباط، فتح الله ولعلو إلى «وضع حد لما أسماه بالدرجة الصفر في ممارسة العمل السياسي»، مشيرا إلى أن «حزبه لن يقبل استغلال اسم مستشار الملك في موضوع لا علاقة له به». وقال بنشماس، في اتصال مع « اليوم24»: «موقفنا عبرنا عنه خلال أشغال دورة المجلس الأخيرة، حيث أن الأسلوب الذي اعتمده قياديو «البيجيدي» أسلوب رخيص، ونحن طالبنا ولعو بتحمل مسؤوليته في هذا الباب».