دعت جمعية "مساندة" إلى ضرورة خلق مصالح للطب النفسي في جميع المستشفيات، لإنهاء الوصم الذي يلتصق بالمرضى النفسيين والعقليين، عندما يتعلق الأمر بعزلهم عن باقي المرضى، وذلك في أفق الوصول إلى إدماج كلي يسهم به المجتمع في العلاج. وجاء في التوصيات والمقترحات التي انتهت إليها الجمعية المغربية لأسر وأصدقاء الأشخاص ذوي المعاناة النفسية والعقلية، عقب تدارسها للمعطيات المستخلصة من ندوة عقدتها في الدر البيضاء، قبل أيام، أن خلق مصالح خاصة بالمرضى النفسيين والعقليين في المستشفيات صار أمرا ملحا، فضلا عن إحداث مؤسسات للتأهيل والإدماج الاجتماعي والمهني، وكذا مصالح لمواكبة المتكفلين بالمرضى ودعمهم نفسيا. الجمعية التي فتحت باب النقاش للمختصين، يتقدمهم الدكتور عمر بطاس، رئيس مصلحة الطب النفسي بمستشفى ابن رشد "موريزكو"، ولبعض أسر مرضى نفسيين وعقليين، وكذا لبعض أصدقاء مرضى، بل وحتى لمرضى نجحوا في العلاج وآخرين ما زالوا يتلقون العلاجات، خلصت أيضا إلى ضرورة تعزيز نسبة الممرضين المختصين في الطب العقلي والنفسي والمساعدين الاجتماعيين، بل وكذا الاستفادة من تجربة المرضى في حالة نفسية مستقرة بإدماجهم ضمن الطاقم الطبي. ولم تقف جمعية "مساندة" عند هذا الحد، بل دعت أيضا، بالاستناد إلى شهادات لأسر مرضى نفسيين وعقليين، بل وعدد من المرضى أنفسهم، فضلا عن شهادات ذوي الاختصاص في المجال، إلى ضرورة تطبيق وملاءمة القوانين مع واقع الصحة العقلية والنفسية في المغرب، من خلال إعادة النظر في مشروع القانون 71-13، قصد تبسيط مسطرة الولوج إلى مراكز الاستشفاء، ومراجعة النصوص التنظيمية المتعلقة بالحماية الاجتماعية، وتفعيل مقتضيات مدونة الأسرة لحماية المصالح المادية للمرضى المنصوص عليها في الكتاب الرابع "الأهلية والنيابة الشرعية"، وبطبيعة الحال تفعيل الاتفاقية الدولية الخاصة بحماية حقوق ذوي الإعاقة التي تمت المصادقة عليها في ثامن أبريل سنة 2009. ولم يفت جمعية "مساندة"، التي جاءت للوجود كي تقدم المساعدة لأسر وأصدقاء المرضى النفسيين والعقليين، أن تشير إلى ضرورة التخفيض من كلفة العلاج في هذا الجانب، وبخاصة ما يتصل بثمن الدواء، على غرار ما وقع مع أدوية الأمراض المزمنة. تجدر الإشارة إلى أن اللقاء الذي كان عقد في دار الشباب العنق قبل أيام، وحضره مختصون ومرضى وأسر لمرضى وبعض أصدقائهم، قدمت خلاله شهادات مؤثرة تابعها الحاضرون بأسف كبير، وتشير كلها إلى الجهل بطبيعة المرض في بداياته، ثم إلى غياب القدرة على المواكبة، ما يقود إلى حالات اجتماعية مؤلمة. يشار أيضا إلى أن تدخلات الدكتور عمر بطاس، رئيس مصلحة الطب النفسي بمستشفى ابن رشد، جاءت هي الأخرى مؤثرة للغاية، بحيث رمت بحجر كبير في بركة آسنة من المعطيات الواقعية المخيفة، وبخاصة حين قال إنه يشعر بأسى مضاعف لذلك المريض الذي يأتي إلى المستشفى فيقال له "ليس لدينا مكان شاغر".