بعد أن كانت حكرا على الرجال لعقود، جاء القرار الملكي، أمس الاثنين، ليسمح للنساء بممارسة مهنة العدول. ولا تختلف شروط ممارسة مهنة العدول بالنسبة إلى النساء، وفق بوشعيب فضلاوي، رئيس الهيأة الوطنية لعدول المغرب، عن تلك المطلوبة للرجال. وللراغبة في ممارسة مهنة العدول يشترط أن تكون مسلمة، وتحمل الجنسية المغربية، وحاصلة على الإجازة في القانون، أو الشريعة الإسلامية، أو اللغة العربية، وأن تكون بالغة من العمر 25 سنة، وألا يزيد عمرها عن 45 سنة، ولم يسبق لها أن حكم عليها بالسجن أو الغرامة النافذة، أو موقوفة التنفيذ. وأوضح فضلاوي، في اتصال مع "اليوم24″، أن النساء، أو الرجال، الراغبين في ممارسة مهنة العدول، لابد لهم من إلادلاء بشهادة الإجازة، ووثيقة تثبت حسن السيرة، والسلوك، ونسخة من بطاقة التعريف الوطني، لدى وزارة العدل، من أجل اجتياز مباراة الولوج إلى مهنة العدول. وبعد النجاح في المباراة سوف تتلقى المرأة، أو الرجل سنة من التدريب بقرار من وزير العدل. وأشار فضلاوي إلى أنه ينتظر، بعد ثلاثة أشهر، أن تعلن وزارة العدل تاريخ اجتياز مبارة الولوج إلى مهنة العدول، التي كانت مقررة في أكتوبر الماضي، إلا أنها أجلت بسبب انتظار قرار السماح للنساء بممارسة مهنة العدول. ويعود سبب عدم السماح، في السابق، للنساء بممارسة مهنة العدول إلى تراث فقهي ظل معمولا به، الذي كان يرفض أن توثق النساء العقود، كيفما كان نوعها، بعلة أن شهادة المرأة ناقصة، استنادا إلى فهم معين للآية القرآنية الكريمة في قوله تعالى: "وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى". يذكر أن القرار الملكي بالسماح للنساء ممارسة العدول، جاء بعد إحالة الموضوع على المجلس العلمي الأعلى قصد إبداء رأيه فيه، بناء على الأحكام الشرعية المتعلقة بالشهادة وأنواعها، والثوابت الدينية للمغرب، وقواعد المذهب المالكي.