دافعت المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن للاتحاد الأوربي، فيديريكا موغيريني، ووزراء خارجية فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا عن الاتفاق حول برنامج إيران النووي، وذلك، قبل يوم، من قرار مرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الشأن. وقالت موغيريني، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية فرنسا، وألمانيا، وبريانيا، في أعقاب الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بروكسل، اليوم الخميس، إن "خطة الأعمال المشتركة، الشاملة حول برنامج إيران النووي، تعمل وهي كفيلة بتحقيق أهدافها الرئيسية. والاتحاد الأوربي سيواصل العمل على تنفيذها من قبل كافة المشاركين". وأشارت المتحدثة نفسها إلى أن 9 تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد التزام إيران بالاتفاق النووي، كما أكدت الوكالة الدولية الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي، مشيرة إلى أن "هذا الاتفاق يسمح بالرقابة على البرنامج النووي الإيراني". وأضافت موغيريني: "نحن نعبر عن قلقنا إزاء تطوير طهران لبرنامجها الصاروخي، وأعمالها في المنطقة، لكننا نؤكد أن هذه القضية يجب فصلها عن تنفيذ الاتفاق النووي". وأكدت المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن للاتحاد الأوربي أن رفع العقوبات عن إيران أثر إيجابيا في التجارة العالمية، والعلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوربي، وإيران. وشددت موغيريني على أن "الاتفاق النووي مع إيران له أهمية استراتيجية ليس فقط بالنسبة إلى الأمن في المنطقة، بل وللأمن الأوربي"، واعتبرت الاتفاق "العنصر الأساسي لصرح الأمن النووي الدولي". من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، أن "هذا موقفنا الموحد، ونحن نريد حماية خطة الأعمال المشتركة الشاملة من أي قرارات تقوضها، بغض النظر عن مصدرها". وأضاف المتحدث ذاته أنه "لا يوجد هناك أي دليل على أن إيران لا تنفذ هذا الاتفاق"، وبالتالي ما دامت طهران تلتزم بالاتفاق، "لن يكون أي أساس للتشكيك في مسألة رفع العقوبات" داعيا الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المساعدة لإبقاء هذا الاتفاق قابلا للحياة. وشدد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على أهمية الاتفاق مع إيران، وقال إن "فرنسا متمسكة بتنفيذ الاتفاق، ولا يوجد بديل له"، وأكد، كذلك، أن "الاتفاق يجب أن تلتزم به الأطراف كافة، التي وقعت عليه"، مضيفا أنه "حتى الآن لا توجد هناك أي عوامل تدعو إلى التشكيك في الجانب الإيراني، الذي ينفذ الاتفاق بشكل ناجح". كما أشار الوزير الفرنسي ذاته إلى وجود خلافات مع إيران حول بعض النقاط، مؤكدا أنه من الضروري إجراء مشاورات حول برنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية، وقال إن هذا البرنامج "يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي، ويزعزع الوضع في المنطقة". وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد قرر، في أكتوبر الماضي، ألا يشهد بالتزام إيران بالاتفاق النووي، ما بين اختلاف موقف واشنطن عن مواقف بقية الدول الموقعة على الاتفاق، وهي: بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والصين، والاتحاد الأوربي، فيما أكدت طهران صمودها، وأنها "مستعدة لكل السيناريوهات".