"منذ أزيد من سنة وهو يترصدها محاولا التقرب منها وربط علاقة معها، لكنها كانت تشتكيه إلى عائلته، إلى أن وصل به الحد، قبل أيام، إلى الإعتداء عليها بوحشية، موجها إليها طعنات لم تترك طرفا من جسدها إلا ومزقته"، هكذا تحكي والدة الطفلة وداد "لليوم 24" عن واقعة الإعتداء الشنيع الذي تعرضت له الطفلة، فيما لازال منفذه حرا طليقا. وتعود الواقعة إلى يوم الجمعة قبل الماضية، حينما ترصد المعتدي "ح.م"، البالغ من العمر 26 سنة ضحيته ذات ال14 ربيعا في طريقها إلى المدرسة بإحدى الدواوير التابعة لإقليم آسفي، "كان لايزال يحمل حقدا على الطفلة منذ عام حينما اشتكته إلى عائلته، على إثر تعرضه لها في الشارع وطلبه أن تربط علاقة معه، لكنها رفضت"، بحسب أقرباء الطفلة. وبحسب وداد، فقد استعمل المعتدي دراجة نارية لتعقب الطفلة، مطالبا إياها بالركوب معه، لكن حينما رفضت ألقى دراجته أرضا، وحاول إمساكها بالقوة، قبل أن يعمد إلى تهديدها بوضع سكين على قلبها، لكن مع مقاومتها له، قام بالإعتداء عليها بتوجيه طعنات إلى عدد من أطراف جسمها، ما أدى إلى إصابة بليغة على مستوى الرئة، فضلا عن طعنات في الوجه واليد. نقلت وداد إلى المستشفى حيث تم إجراء أزيد من 30 غرزة في كافة أنحاء جسدها، وظلت ترقد بالعناية المركزة أزيد من أسبوع، فيما بقي المعتدي حرا طليقا لأيام، قبل أن يختفي مؤخرا مع تحرك سلطات الدرك للبحث عنه.
بعد أسبوعين من الحادث، لازالت جروح وداد غائرة في جسدها كما في نفسيتها، فقد رفضت بعد خروجها قبل يومين فكرة الرجوع إلى المدرسة مستقبلا، وهو الأمر ذاته بالنسبة لأختها التي لا يتجاوز عمرها 12 سنة، والتي امتنعت بدورها عن متابعة الدراسة خوفا من اعتداء مماثل. وأبدت أسرة وداد القاطنة بدوار أحد البخاتي، التابع لإقليم آسفي، استياء بالغا من التأخر في اعتقال الجاني، فيما تطالب الجميعيات المتهمة بالطفولة بتبني قضية ابنتها وتوفير علاج نفسي لها ولشقيقتها الصغرى مخافة أن تتسبب آثار الحادث في ضياع مستقبلهما الدراسي.