دق تقرير جديدة لإدارة السجون الإسبانية ناقوس الخطر من الاختراق الواضح للجالية المغربية في الجارة الشمالية من قبل التنظيمات الإرهابية، خاصة "داعش". إذ ارتفع عدد المواطنين المغاربة القابعين في السجون الإسبانية بتهمة الإرهاب خلال السنة الجارية بنسبة 28 في المائة تقريبا مقارنة مع السنة الماضية. التقرير الذي أوردت صحيفة "إنديبندينيتي" بعض تفاصيله يكشف أن المغاربة يتواجدون على رأس قائمة المسجونين بتهم مرتبطة بالإرهاب. في هذا الصدد، أوضح التقرير أن عدد الجهاديين المغاربة القابعين في 30 سجنا بإسبانيا بلغ إلى حدود 31 أكتوبر الماضي 72 مغربيا، متبوعين بالإسبان ب57 سجينا، والباكستانيين ب4 سجناء، وفرنسا ب3 سجناء، وسجين واحد من كل من البرتغال وهولندا، وبلغاريا، والبرازيل وبلجيكا، والأرجنتين، والجزائر، والسعودية، وتركيا، وسجنين من مصر والدنمارك، وبنغلاديش. التقرير يوضح، كذلك، كيف أن عدد السجناء المغاربة بتهم الإرهاب ارتفع ب15 سجين في 12 شهرا تقريبا، إذ انتقل العدد من 57 سجينا في حدود 31 أكتوبر 2016 إلى 72 سجينا في حدود 31 أكتوبر 2017. فيما ارتفع العدد بالنسبة للإسبان ب11 سجينا، بالانتقال من 48 إلى 57 سجين في 12 شهرا، فيما بقيت أرقام الجاليات الأخرى مستقرة. مصادر إسبانية أوضحت ل" اليوم 24″ أن أغلب الجهاديين المغاربة القابعين في السجون الإسبانية اعتقلوا في المدينتين المحتلتين مدريد وبرشلونة، وسبتة ومليلية اللتين تعبران منذ 2012 قاعدة لبعض لداعش من أجل تجنيد الشباب في شمال المغرب وإسبانيا في أفق إرسالهم إلى بؤر التوتر، مبرزة ان "داعش: نجع نوعا ما في استقطاب عدد مهم من المغاربة انطلاقا من المدينتين. كما أشار إلى أن إلى أن اختراق "داعش للمغاربة لا يرتبط فقط بكونهم يشكلون أغلبية الشعوب الملمة بإسبانيا، حوالي مليون مغربي من أصل 1.8 مليون مسلم بإسبانيا، بل إلى عوامل أخرى مثل العنصرية والفرق الشاسع بين حياة الآباء والأجداد في المغرب وحياتهم بإسبانيا، إلى جانب الشعور بان المسلمين يتعرضون للحيف… وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر من إدارة السجون الإسبانية أن الحكومة اعتمدت إستراتيجية لمعرفة كل كبيرة وصغيرة عن تحركات الجهاديين في السجون ومراقبة سلوكهم. لهذا الغرض أنشأت ما يسمى "فرق المراقبة في السجون" والتي تتكون موظفين بالتحقيق ومتابعة بعض الجهاديين. وأضافت أن هذه الفرق تستطيع في بعض الأحيان انتزاع معلومات حساسة ومهمة من السجناء تكون حاسمة في محاربة الإرهاب، حسب "انديبينديتي". في المقابل، يرى بعض الجهاديين المغاربة المعتقلين أنهم أبرياء وأن إسبانيا تعتقل المغاربة من اجل أن تظهر للعالم انه رائدة في محاربة الإرهاب. محام الجهادي المغربي ياسين المرابط أوضح أن تضخيم بعض التدخلات الأمنية في مجال محاربة الإرهاب بإسبانيا لديه أهداف سياسية بهدف إبراز إسبانيا ك"منارة عالمية" في محاربة الإرهاب. وأضاف ياسين المرابط قائلا:"أنا بريء وأثق في العدالة"، فيما أشار المغربي الآخر عبد الصادق الصالحي قائلا:" من فضلكم، احكموا بالعدل، نحن في السجن دون ان نرتكب أي جريمة".