من أب يعمل مياوما وأم هي ربة بيت، ولدت الطفلة ملاك البوطي بتشوه خلقي خطير يهدد حياتها بعد أن عجزت الأسرة عن توفير مبلغ 18 مليون سنتيم لاستئصال ورم ملتصق بالرأس، ويفوقه حجما. وبدأت معاناة الأسرة البسيطة، التي تعيش بحي صفيحي عند مدخل مدينة الصخيرات، أثناء فترة الحمل بملاك، حينما أظهرت الفحوصات أنها تحمل ورما في الرأس (سمته الأسرة لاحقا رأسا ثانيا)، لكنها تلقت خبرا سارا من الأطباء. تقول الأم إنها استبشرت خيرا قبل ولادة ملاك، وذلك حينما أكد لها الأطباء في مستشفى الأطفال بالرباط أن ملاك ستعيش، وأن فحوصات بعد الولادة ستمكن من معالجة الطفلة بشكل سريع كي تعيش حياة طبيعية، لكن فرحة وتفاؤل الأم لم تدم كثيرا. ولدت ملاك قبل أربعة أسابيع، حيث اكتشفت الأسرة أن الورم الملتصق بمؤخرة الرأس أكبر بكثير مما كانوا يعتقدون، ليطلب الأطباء سلسلة من الفحوصات وبإخضاع الطفلة لمسح بالسكانير، وهو ما تم بالفعل، لكن الأمور توقفت هنا، مع تأكيد الأطباء لوالد "ملاك" أن هذه الأخيرة تحتاج لتدخل جراحي من ثلاث عمليات. ومع عدم تمكن الأب بوعزة من توفير المبلغ الذي يصل إلى 18 مليون سنتيم على الأقل، تقرر إخراج الطفلة من المستشفى في انتظار جمعيات أو محسنين يقدمون يد العون لإنقاذ ملاك. وتعيش الأسرة معاناة متعددة الأوجه مع طفلتها ملاك، فإلى جانب الإحساس بالعجز في التعامل مع حالتها، يعرقل الورم حركة الرضيعة، حيث أصبح لازما أن تبقى في وضعية محددة، فيما تواجه الأم صعوبة بالغة في إرضاعها وتنظيفها، حيث منع الأطباء لمسها بالماء مخافة مضاعفة حالتها الصحية. ولم تكن هذه الحالة الوحيدة في سجل أسرة البوطي، حيث سبق أن رزقا بولدين في السابق مع ورم مماثل في الرأس، أولهما كان سنة 2001، لكنهما فارقا الحياة مباشرة بعد الولادة على خلاف ملاك، التي قدر لها العيش مع وقف التنفيذ، في انتظار الجراحة. (*) للتواصل مع والد ملاك: بوعزة البوطي، مدينة الصخيرات، رقم الهاتف 0655282038.