بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي احتفل به العالم يوم الجمعة الماضي، احتضنت كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء أمسية شعرية شارك فيها الكاتب الشاعر حسن أوريد. إذ قدم خلالها ديوانه الجديد «زفرة الموريسكي»، الذي صدر مؤخرا عن دار الأمان في الرباط. اختارت «جمعية أنوار» أن تحيي اليوم العالمي للشعر، يوم الجمعة الماضية، في رحاب كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء، من خلال استضافة الشاعر والروائي حسن أوريد، الذي أصدر ديوانا شعريا عبارة عن قصيدة طويلة تحت عنوان «زفرة الموريسكي». الديوان الذي شنف به حسن أوريد أسماع الذين حضروا اللقاء الاحتفالي، هو عبارة عن قصيدة واحدة، وهو تتمة لروايته «الموريسكي»، التي كانت قد صدرت قبل ثلاث سنوات باللغة الفرنسية، قبل أن ينقلها الكاتب عبد الكريم الجويطي إلى اللغة العربية. إذ يندرج هذا الديوان في سياق الحفر، الذي دشنه أوريد مع رواية «الموريسكي»، حيث يتابعه شعريا في «زفرة الموريسكي». ورغم أن الديوان يبدو سابقا عن الرواية من حيث التاريخ الذي يحمله (شتنبر 2010)، إلا أن تاريخ صدوره يكشف أنه أُريد له أن يكون تابعا للرواية، لا سابقا عنها. خلافا ل»فيروز المحيط»، وهو أول أضمومة شعرية أصدرها حسن أوريد، تنساب القصيدة/ الديوان «زفرة الموريسكي» مفعمة بأحاسيس الفقدان، منغمسة في لحظة مأساة الموريسكيين الذين طُردوا من الأندلس. إذ تحاكي القصيدة، في نفسها التراجيدي، قصيدة محمود درويش، الذي لم يكن يغادر مأساة فلسطينية إلا ليدخل غمار أخرى. على المنوال ذاته، سار أوريد في رواية المأساة الموريسكية التي يستهلها بالحديث عن تسليم مفاتيح قصر الحمراء للملكة «إيزابيلا التي تزيت «بباذخ الثياب»، استعدادا لهذا المنعطف في تاريخ الأندلس. هكذا، ليست المأساة الفلسطينية إلا مشهدا مأساويا يكرر مأساة أخرى سابقة من حيث تاريخها، هي مأساة الموريسكيين. يستهل أوريد قصيدته ببيت شعري لابن الفارض يقول فيه «ولولا زفيري أغرقتني دموعي/ ولولا دموعي أحرقتني زفرتي»، وبيت آخر للشاعر الإسباني «فريدريكو غارسيا لوركا» جاء فيه: «أرى شجن عالم شجي تحجر/ أعياه أن يجد نبرة نشيجه الأول». وهما بيتان يحيلان على الغرض العام من «زفرته الموريسكية». وعلى ليل الفاجعة تنفتح «زفرة المويسكي»: ألا لك أيها الليل انجلاء؟/ طبقات الظلام/ بلا نجم في السماء/ وقمم البشارات تنز دما/ تتبدد سواقي في البحار/ أنا الموريسكي آهة ليل بلا انقضاء/ أنا شفق الأحزان والبكاء..» وعلى منوال هذه الفاجعة تسير أبيات الديوان كله، إلى أن يضع آخر حروفه. من جهة ثانية، يحيط الديوان، الذي يهديه الشاعر إلى روح الراحل عزيز سباطة، بكل جوانب محنة الموريسكيين: محنة التهجير، محنة التنكيل، ومحنة التنصير: «الجند على صهوات الجياد/ يجوبون القرى/ يحملون الوعيد./ ستطهر الأندلس، بعد أيام عشر، منها/ والموت إن نحن تخلفنا/ والأطفال سيمنحون هدايا/ للرب/ وممتلكاتنا/ ملك للملك/ ومن ملك..»