بعد التجاوز النسبي لأزمتي الريف وكتالونيا، باعتبارهما أكبر تحديين داخليين واجههما ملكا البلدين في السنوات الأخيرة؛ من المرتقب أن يقوم الملك الإسباني فيليبي السادس وعقيلته ليتيثيا في أوائل شهر يناير المقبل ب"زيارة رسمية" إلى المغرب، بعد أن تأجلت في ثلاث مناسبات سنة 2016 و2017، حسب ما كشفته مصادر مطلعة ل"اليوم24″. المصادر ذاتها أوضحت أنه من المنتظر أن يكون الملك الإسباني مرفوقا ببعض الوزراء من أجل التباحث مع نظرائهم المغاربة حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية بين البلدين. مصدر إسباني أوضح للجريدة أن السلطات المغربية هي المطالبة بالإعلان الرسمي عن هذه الزيارة التي من المنتظر أن تتم في 9 يناير المقبل. في نفس السياق، أكد ألفونصو داستيس، وزير الخارجية الإسباني، في حوار مع وكالة الأنباء "إيفي"، أنه من المنتظر أن يقوم الملك فيلبي والملكة لتيثيا بزيارة رسمية إلى المغرب في يناير المقبل. وأشار، كذلك، إلى أن هذه الزيارة المرتقبة كان من المنتظر أن تتم في نونبر المنصرم، غير أن مشاركة الملك محمد السادس في القمة الإفريقية الأوروبية الأخيرة في أبيدجان الإيفوارية ما بين 29 و30 نونبر، دفع سلطات البلدين إلى تأجيلها. وتعتبر هذه أول زيارة رسمية يقوم بها الملك فيليبي وعقيلته ليتيثيا إلى المملكة منذ اعتلائه العرش الإسباني في صيف 2014، بعد تنازل والده الملك خوان كارلوس الأول عن العرش، علما أن فيليبي وليتيثيا قاما بزيارة غير رسمية/تمهيدية إلى المغرب في يوليوز 2014. مصادر الموقع أوضحت أن المغرب يهدف من خلال هذه الزيارة الرفيعة المستوى، إلى افتتاح سنة 2018 باستقبال شخصية كبيرة من طينة ملك إسبانيا فيليبي السادس، مبرزة أنها "دفعة دبلوماسية مهمة" للمغرب، و"صفعة" لجبهة البوليساريو ومن يقف وراءها. وأكدت، أيضا، أن هذه الزيارة تعكس حجم الصداقة الكبيرة التي تجمع بين الملكين محمد السادس وفيليبي السادس من جهة، وبين الأميرة للا سلمى والملكة ليتيثيا من جهة أخرى. وأردفت أنه من المرجح أن يرافق الملك الإسباني بعض الوزراء من أجل التباحث مع نظرائهم المغاربة في قضايا مرتبطة بتعزيز التعاون والتنسيق الأمني في مجال محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات والهجرة السرية، إلى جانب رغبة إسبانيا في تعزيز نفوذها كشريك تجاري أول للمملكة، خاصة أن هناك محاولة فرنسية من أجل استرجاع المكانة التي انتزعتها منها إسبانيا، إلى جانب التطرق إلى بعض القضايا السياسية التي تهم البلدين.