على الرغم من تجنبه الحديث علانية، يوم أول أمس الاثنين خلال زيارته الرسمية الأولى إلى الرباط، عن الأزمة الأخيرة التي تفجرت بين المغرب والاتحاد الأوروبي، فإن مصادر دبلوماسية كشفت أن ألفونسو داستيس، وزير الخارجية الإسباني، دافع في لقائه مع صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية، عن ضرورة البحث عن حل تقني يسمح بالحفاظ وصيانة الاتفاق التجاري الموقع بين المملكة والاتحاد الأوروبي، مضيفا أن إسبانيا تعتبر الاتفاق من أولوياتها، حسب وكالة أنباء أوروبا بريس. وأضافت الوكالة أن زيارة ألفونسو داستيس إلى المغربي تأتي في ظل تهديد المغرب مؤخرا برفع اليد عن الهجرة، مما سيجعل إسبانيا أكبر ضحايا تجميد التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي. مصادر إسبانية أخرى كشفت، أيضا، أن داستيس فعلا أكد لمزوا أن إسبانيا ستدافع عن المصالح المغربية في أروقة الاتحاد الأوروبي، رغم محاولة بعض دول الشمال الأوروبي معاكسة المصالح المغربية. المصادر ذاتها أوضحت أنه لم يتم التطرق إلى قضية الصحراء، لأن إسبانيا كانت من أكثر المدافعين عن المغرب بهذا الخصوص منذ سنوات. صحيفة "إلباييس" أوضحت، كذلك، أن داستيس وعد مزوار بأن "إسبانيا ستفعل كل ما هو ممكن من أجل الدفاع عن المصالح المغربية في الاتحاد الأوروبي". على صعيد متصل، كشفت "أوروبا بريس" أن مزوار وداستيس تقدما بخصوص التحضير لزيارة الملك الإسباني فيليبي السادس وعقيلته ليتيثيا إلى المغرب، مضيفة أنها "من المنتظر أن تتم في الأسدس الثاني من السنة الجارية"، موضحة، أيضا، أن "القمة الثنائية المقبلة بين البلدين، مرتبطة بالانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة في المملكة". بدورها كشفت صحيفة "إلباييس" أن موعد الزيارة لم يحدد بعد، لكن "من المرجح أن تتم بعد فصل الصيف، عندما تتأكد إسبانيا كليا بأنه تم تشكيل حكومة في المغرب". وبخصوص عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي أكد الوزير الإسباني قائلا: "بالنظر إلى وضعه الاعتباري المهم، فإن المغرب الذي عاد إلى كنف الاتحاد الإفريقي، قادر على الاضطلاع بالدور المعهود فيه والمتمثل في تنمية القارة"، مشير إلى أن المغرب هو بوابة إسبانيا إلى إفريقيا وفي هذا يقول: "إن إسبانيا ترغب في العمل مع المغرب لتقوية حضوره في إفريقيا التي تعد قارة المستقبل. وهذه العملية ستكون أكثر قابلية بدعم من المغرب". بدوره استغل مزوار لقاء الوزير الإسباني لتكرار تهديدات نفسها التي كالها عزيز أخنوش للاتحاد الأوروبي، بعد إشارة مفوض الطاقة بالاتحاد الأوروبي والمنحدر من إسبانيا قبل أسبوعين على أن "الصحراء لها وضع مختلف"، وفي هذا يقول مزوار: "إن المغرب كان دوما يعمل في إطار من الثقة حتى تتعزز هذه الروابط التي أسسناها طوال عقود، وتتكرس كأداة وقاعدة لبناء شراكة هادئة ومتطورة"، قبل أن يحذر الأوروبيين قائلا: "إن المغرب يراهن على شراكته مع الاتحاد الأوروبي وسيواصل التصرف على هذا الأساس، لكن المملكة سترفض كل انزياح عن هذه الثقة التي بُنيت خلال سنوات طويلة"، مضيفا أن "المغرب لن يقبل أبدا أن يتم خرق الاتفاقات التي يوقعها بطريقة أو بأخرى".