(تفاصيل القصة كاملة) تمكن مواطن مغربي، يشتغل طبيبا وينحدر من مدينة الرشيدية، من استرداد قيمة غرامة دفعها لطرامواي الرباطسلا، بعدما احتج لدى الإدارة، في معركة وصفها ب«الدفاع عن كرامة مواطن وسيادة وطن». وتعود بداية القصة إلى بحر الأسبوع الماضي، حيث أرغم أحد المراقبين بالخط رقم 2 لطرامواي الرباط، الطبيب (ع. ه.) على أداء غرامة مالية قدرها 50 درهما، بسبب ادعائه أن "التذكرة ليست للطبيب" واعتبره مخالفة، وهو الأمر الذي لم يستسغه المواطن ودخل في جدال مع المراقب، انتهى بالاتفاق على الذهاب إلى إدارة الطرام أو الشرطة. يقول الطبيب عند نزوله بمحطة، حي كريمة، وهي محطة وصل الطرام "كان المراقبون مع قائدهم على أهبة الاستعداد في انتظار قدوم المخالف.. كانوا حوالي 4.. قفز هو وطلب مني أن يقول روياته ثم أقول روايتي.. هو ما تم.."، مضيفا "قام المراقبون بإجراء الاتصال الذي أجراه المراقب للإطلاع على ما هو مسجل في النظام الرقمي.. ثم طلب ما هو المسار الذي أخذته تحديدا.. قلت المسار مع تحديد التوقيت"، وتابع "هنا فجأة يقول المراقب لا المخالفة هي أنك قمت بالصعود بمحطة لا يجب فيها الصعود". ورد (ع. ه) مستغربا "ما أعلمه أن من حقي استعمال تذكرتي لمدة 60 دقيقة من بداية استعمالها في نفس الإتجاه و هو ما قمت به"، مضيفا "هنا تم إخراج قانون جديد؟؟"، حيث رد المراقب "لا.. لا يجب أن تصعد في غير محطات المواصلة !!"، ليدخلا في جدال طويل، انتهى بالاتفاق على أداء الغرامة على أساس الطعن فيها في اليوم الموالي من أجل استردادها. وقال الطبيب أن اتصل بهاتف الشركة، المكتوب في كل المحطات وسرد ما وقع، "فقيل سنتصل بك خلال نصف ساعة وبإمكانك كتابة شكاية في إحدى الوكالات.. فذهبت لوكالة الجولان وفي الطريق سألت المراقبين الذين أصادفهم عن المخالفة.. هل حقا تبديل الخط في غير محطات المواصلة يعتبر مخالفة؟"، مضيفا "كلهم قالوا لا لسيت مخالفة ". وعند وكالة الطرامواي قرب ساحة الجولان، يضيف الطبيب، "سردت الأمر وقيل لي ليس من حق المراقب أن يقول لك هذه ليست تذكرتك.. هذا ليس منطقيا والمخالفة الأخرى لا وجود لها !"، مضيفا "كتبت الشكاية وانصرفت". ولأن (ع.ه) أحس أن في الأمر "إهانة وإساءة" قد يتضرر منها لاحقا لكونه يستعمل الطرام ومن كان حاضرا قد يأخذ عنه نظرة سيئة، فقد ذهب في اليوم الموالي إلى المقر المركزي للشركة حوالي الساعة 11 صباحا. وقال المواطن المغربي "دخلت من الباب الرئيس، أعطيت الحارس بطاقة تعريفي الوطنية وأعطاني بطاقة زائر"، مضيفا "ذهبت للاستقبال وحييت الموظفة المكلفة به.. شرحت ما حدث.. وأني أريد اليوم أن أسترد ما دفعته كغرامة وأقدم شكاية بما تعرضت له من طرف المراقب، كاشفا أني طبيب و ا يمكن أن يمر ما حصل دون رد اعتبار"، وتابع "قالت انتظر قليلا سأتصل لأسأل وأجيبك.. جلست أنتظر.. بعد الإتصال.. عادت وسألتني هل كتبت شكاية أمس.. قلت نعم شكاية عبر الهاتف وشكاية مكتوبة بالوكالة الموجودة بحسان.. لكني جئت الآن لأستخلص ما دفعت وأتقدم بتظلم ضد الموظف". واستطرد "رجعتْ اتصلت بهم.. قالوا لها فليكتب شكاية أخرى.. أخبرتنيب الأمر، قلت لها أمثل شكاية أمس دون أن آآخذ في يدي أي شيء كتوصيل استلام الشكاية؟؟"، فأجابت بنعم، فانتفض الطبيب قائلا: "لم آآت من أجل هذا النوع من الشكاية.. أريد التحدث إلى مسؤول..."، وقال "أخبرَتْهم.. لا يريد كتابة الشكاية.. أنا درت اللي علي و نتوما دبرو راسكم !!"". وأضاف الطبيب "بعد دقائق اتصلوا بها : قولي له ليكتب مثل شكاية أمس.. لا يوجد أمامك غير ذلك"، مستدركا "هنا قلت لها ( وقد تعامَلتْ طيلة الوقت بكل مهنية ولطف.. قرابة 45 دقيقة بين وصولي وانتظار جواب نهائي).. لن أقبل هذا وأريد مكتب مدير هذه المؤسسة.."، فردت: "كيف ؟؟"، قلت "أليس هنا مسؤول يدير هذا المكان؟؟"، قالت نعم لكن لا يمكن مقابلته.."، قلت "بل سأقابله، لن أتعرض للإهانة والظلم عدة مرات !! إساءة أمام الناس و أؤدي غرامة وآتي للتظلم هنا ولا أحد يقبل أن يسمع مني ويتعامل مع الأمر بكل برودة وبلامبالاة.. سأسأل بنفسي عن مكتب المدير". وتابع الطبيب قصته "صعدت الطابق العلوي.. وجدت موظفتين بأحد المكاتب"، سلم عليهما وقال: "لله يخلّيكم بغيت مكتب المدير أين يوجد؟"، فردتا: "كيفاش!! لا يمكن أن ترى المدير! .. سير للاستقبال وشوف معاهم"، فأجاب: "أنا كنت فالاستقبال وعندي مشكلة وتظلم ولا أحد يريد معالجة الأمر معي.. و هذه الأمور لا تعالج مع موظفة الاستقبال.. هي مهمتها أن ترشد المواطن أين سيقضي مصلحته وقد فعلت.. لكن لم يستجب وتُعومل مع الأمر بلامبالاة.. لذا انا الآن أريد مكتب المدير.. لم يريدا جوابي.."، وتابع الطبيب بحثه عن مكتب المدير بنفسه وقال: "ذهبت لأرى مكتبا آخر وأسال .. قفزات وحدة بغات تعمل فيها "الغيورة على حرمة المدير ".. وهي : تصرخ لااا يمكنك أ سييدي ما تنشوفوش المدير.."، فرد عليها: "أنا غا نشوف المدير". مع ارتفاع الأصوات خرج موظفون كالنحل من المكاتب المجاورة كان بينهم المدير، يضيف عبد اللطيف، "لم أعرفه بعد في هذه اللحظة.. بشي هندام وشي تكستييم ما كاينش فالوزارات الرسمية ديال الدولة"، وقال إنهم تجمعوا حوله وقالوا: "آآش كاين أ الشريف مالك..". وأجاب الطبيب: "أسييدي أنا تعرضت لكذا و كذا.. و جئت ناخذ حقي المادي والمعنوي بما يكفله لي القانون ولا أحد يريد أن يستقبلني ويعالج المشكل !! لن أقبل هذاا ويجب أن أرى المدير..". "غاا بالشوية الله يخليك.. غا انتظر سوف نحل لك المشكل.. تفضل اجلس هنا.."، قال أحد الموظفين، ورد الطبيب "طيب سأنتظر.. هممت بالجلوس.. قال أحدهم تعالى معي سنحل المشكل.."،مضيفا "ذهبت معه بدأ يسألني في الكولوار شنو وقع وشنو القصة.. عاودت ليه باقتضاب والصوت هنا رنته تناسب التوتر الذي تطور إليه الأمر.. وجهه أعرفه أنه من فريق المراقبين.. قال أعطني الورقتين، نزلنا لأسفل.. ثم صار يريد لومي علاش نغوت وعلاش نطلع..". ورد عبد اللطيف عليه بالقول: "آآرا وراقي ما بغيتكش انت تحل المشكل.. آآرا وراقي هدوك دياولي وهما الدليل ديالي.. رفض وشعلات عاوتني في الأسفل, وبدأ تلميح البعض أني قد اتهم بإثارة الفوضى داخل المؤسسة وكان قد حضر شرطي بلبسته الوظيفية موجود بالمكان.. فأخذت جوالي وشغلت تسجيل الفيديو وقلت: "ها أنا أصور نفسي وأصور الفوضى التي ستتهمونني بها.. فلتتابعوني بهذه الكذبة إذا شئتم.. ها أنا أصورها"، مضيفا "هنا الشرطي يطالبني بالهدوء والتروي وإيقاف التصوير.. رفضت وقلت له "يريدون اتهامي بإثارة الفوضى.. أنا أحمي نفسي فقط !!".. أخذ الموظف يتصل بالمراقبين ويسأل عن المعني بتسجيل المخالفة و لما. وتابع الطبيب، الذي ناقش دكتوراه الطب لأول مرة باللغة العربية بالمغرب، "هنا جاء المدير وقف أمامي قائلا بالفرنسية وبطريقة فيها تعامل بفوقية وعدم اكتراث: " أنا المدير .. وعليك أن تخرج وليس لك الحق أن تفعل ما فعلت من رفع الصوت.. وأنا أطلب من الشرطي أن يخرجك". وانتفض عبد اللطيف في وجه المدير الفرنسي، قائلا: " هنا وبسرعة السيالة العصبية وسرعة تسارع الأحداث تغير التفكير من مجرد مخالفة وتظلم إلى: أجنبي يريد إخراجي من إدارة شركة وطنية في وطني!! وهذا الأجنبي فرنسي.. من فرنسا الإستعمار وفرنسا إهانة السيادة المغربية في قضية المدير العام لمراقبة التراب الوطني، وصولا إلى مس كرامة المغاربة من خلال تصريح السفير الفرنسي بأمريكا وما حصل مؤخرا لوزير الخارجية المغربي بأحد مطارات فرنسا.."، وقا: "أجبته بالدارجة المغربية وعيني فعينو: أنا مغربي وهاد المؤسسة مغربية وهذي بلادي وهاد الشرطي مغربي.. وليس لك الحق تقولي اخرج.. وأنا لن أخرج ! و أنا ما غانتكلمش معاك بالفرنسية.. وشوف اللي يترجملك "، وقال الطبيب للشرطي "الشاف هادي بلادنا وأنا وأنت مغاربة.. ما يجيش فرنسي يعطيك الأوامر ويخرجني أنا من مؤسسة وطنية من حقي نقضي مصالحي فيها كمواطن! " . وأضاف المواطن المغربي قائلا: "هنا ساد الصمت والمدير ينظر إلى وجوه الحاضرين من سيترجم.. لا أحد.. قال: "طيب إذا أنت لا تتكلم الفرنسية.. كيف سأحل مشكلتك؟"، أجبت هذه المرة بالفرنسية " أعرف الفرنسية ولا أريد أن أتكلم بها لأني مغربي وفي بلدي.. وترجمت له الكلام الأول" . وأردف الطبيب بالقول أن "هذا الكلام استفزه أكثر فأخذ يهددني بالمتابعة القضائية بتهمة التهجم على الإدارة وإثارة الفوضى.. أجبت لم أثر أي فوضى ولست إنسانا فوضويا.. أنا طبيب واعي وأعلم حدود تحركاتي"، ورد عليه المدير الفرنسي قائلا: "ليس لأنك طبيب تعمل ما عملت"، وأجاب الطبيب: "لم أعمل أي شيء خارج القانون.. ما يحصل الآن مرحلة أخرى تم الوصول إليها بعد رفض حل مشكلتي واستقبالي من أي موظف". لقد انتظرت قرابة 45 دقيقة وهاهي موظفة الإستقبال بإمكانك سؤالها.. أ تريدني أن أقبل الإهانة أمام الملأ في الطرامواي بأن يتهمني المراقب أنني لست صاحب التذكرة.. كل هذا مسجل في بكامرياتكم في لطرام وبإمكانك الإطلاع عليه.. ثم تُسجل المخالفة بحقي خارج ما ينص عليه القانون!! لن اقبل هذا وأنا واع بحقوقي وبما ينص عليه القانون"، يضيف الطبيب. وأجابه مجير الطرامواي بالقول: "أنت على حق وأنا أعتذر لك عما قام به المراقب في حقك.."، قبل أن يأخذ محفظة نقوده "يريد إعطائي 50 درهما .."، يقول الطبيب، قبل أن يضيف: "رفضت وقلت لا أريد من عندك شيئا! أريد استرجاع ما دفعت بشكل قانوني ورسمي"، فقال المدير: "كيف؟"، فأجاب الطبيب: "بالأوراق !!"، وأجاب المدير بالقول: "المهم أحتفظ بحقي في متابعتك ..". .. قبل أن يرد عليه عبد اللطيف قائلا: "أنا أتحرك في ما يكفله لي القانون ولك أن تتحرك نفس الشيء!!"، فقال المدير: "هذا قطاع خاص!"، فأجابه المغربي: "وهل القطاع الخاص لا يخضع للقانون ؟؟!". وحضر عميد الشرطة إلى المكان، وقص عليه ما جرى.. فظهر للجميع أن الطبيب على حق.. رغم انتقاد رفع الصوت.. "أجبت عنه بأن رفع الصوت حصل في مرحلة متقدمة"، يقول الطبيب، مضيفا أن عميد الشرطة قال: "سنرى حلا حبّيا للأمر دون تعقيد أكثر..". صعد إلى المدير تحدث إليه.. رجع وقال: "سننهي الموضوع بأقل الأضرار". واستطرد المواطن المغربي قائلا: "جائني اتصال من أحد الإخوة بعد عمله بما وصلت إليه الأمور.. نصحني بأن أكتفي بما حصل لحد الساعة والإنصارف ومتابعة الأمر لاحقا.. قلت له حاضر.. اسرديت المبلغ.. طلب مني عميد الشرطة حذف الفيديو الذي سجلت لأن المدير يصر على ذلك.. استجبت فتحت الجوال للحذف وهو يراقب معي.. لم أجد الفيديو.. نسيت أن أفعل التسجيل.. انصرفنا ضاحكين". وفي لحظة خاطب عميد الشرطة الطبيب، قائلا: "يااا صااحبي كبرت الموضوع ولولا هذا لكنا الآن نأكل الكسكس ونشرب اللبن"، فقد كان وقت الغذاء ويوم الجمعة.. يقول الطبيب، مضيفا: "صافحت الشرطي وبعض الموظفين". وتابع الطبيب: "رافقت العميد بسيارة الشرطة.. قلت له هذه أول مرة بحياتي أركب سيارة شرطة.. ضحكوا.. وقال ومالها سيارة الشرطة مرحباا بيك.. من أين أنت؟". "من الراشيدية". "إوا صاحبي ناس الراشيدية ظريفين..". "حتى انا ما درتش شي حاجة ماشي ظريفة..".