يبدو أن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، أدار ظهره للجدل الكبير الذي أثاره توقيعه لاتفاقية مع فرنسا حول «إقرار» الباكالوريا الفرنسية، في أوساط المهتمين، الذين اعتبروا الخطوة تمكينا للفرنسية على حساب اللغة العربية، ذاهبين إلى أن ذلك «مناف» للدستور الجديد، فبدأ يتجه نحو إدخال باكالوريا أجنبية أخرى، هذه المرة إسبانية. فقد أجرى بلمختار، مؤخرا، مباحثات مع سفير إسبانيا بالمغرب، خوسي دي كارفخال، حول تعزيز التعاون في مجال التعليم بين البلدين، وركزا بالخصوص على تدريس اللغة الإسبانية بالمستوى الثانوي الإعدادي، بعدما كانت تدرس فقط في المستوى الثانوي التأهيلي، وإحداث باكالوريا مغربية دولية خيار "إسبانية". وفي المقابل، أشار بلاغ لوزارة التربية الوطنية إلى أن اللقاء الذي جمع الطرفين "شكل مناسبة لتدارس سبل تطوير تعليم اللغة العربية بالمدارس الإسبانية بالمغرب"، مشيرا إلى أن بلمختار أعرب عن "انخراطه في برنامج تعزيز القدرات المهنية لهيأة التدريس المكلفة بتدريس اللغة العربية بالمؤسسات التعليمية الاسبانية". وأضاف البلاغ أن الوزير "دعا إلى ضرورة إدماج مادة تاريخ وجغرافية المغرب وتعليمها لأبناء المغاربة الذين يتابعون دراستهم بالمدراس الإسبانية بالمغرب، انسجاما مع مقتضيات اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة السنة الماضية بين الحكومتين المغربية والإسبانية". واتفق الطرفان، حسب البلاغ ذاته، على إعطاء الانطلاقة للأشغال التحضيرية المشتركة من أجل استكمال هذين المشروعين، في أفق عرضهما على الاجتماع الرفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والاسبانية المرتقب انعقاده قبل متم السنة الجارية بمدريد.