ردت جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش صباح اليوم، على البلاغ التوضيحي الذي نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مساء أمس، حول تداعيات قرار إغلاق دور القرآن الأربع التابعة للجمعية بالمدينة الحمراء، ووضحت أن قرار الإغلاق مناف للقانون، وأن بلاغ الوزارة يتضمن كلاما فيه خرق سافر للقانون، والكثير من المغالطات. وردت الجمعية "السلفية" على قول الوزارة أن "كل تعليم يستهدف العموم، ويكون مضمونه الدين، يقع تحت طائلة قانون التعليم العتيق"، أنه مصادرة للمكتسبات التي أتى بها الدستور الجديد لجمعيات المجتمع المدني، والتي ينص القانون على حريتها واستقلاليتها، وأنه كلام لا أساس قانوني له، إذ "لا نعرف في قانون الجمعيات ما يلزم تلك التي تمارس نشاطا دينيا بالخضوع لوصاية الوزارة، لا يتصور هذا في قانون الحريات". وأضافت جمعية المغراوي أحد أبرز شيوخ التيار السلفي، التي حاولت السلطات يوم أمس إغلاق مقراتها التي يدرس فيها القرآن، مستعينة بعدد من قوات التدخل السريع والقوات المساعدة وخراطيم المياه، (أضافت) في بيان لها توصلت "الرأي" بنسخة منه، أن الجمعية جددت مكتبها بتاريخ 18 دجنبر 2011، وتسلمت الوصل النهائي، وأنها تعمل بشكل عادي منذ أن أعادت فتح أبوابها، متعجبة عن تغير موقف الوزارة في الشهرين الأخيرين، وتعاملها بمقتضى قانون آخر غير القانون الذي كانت تعاملها به منذ سنوات طوال. وكبقية المرات السابقة منذ التوصل بقرار الإغلاق من مندوب الأوقاف، أعادت الجمعية التذكير بأنها تعمل تحت إطار القانون المنظم لجمعيات المجتمع المدني وليس قانون التعليم العتيق، وكذبت قول الوزارة في بلاغها أنها أرسلت تنبيهات متكررة، نافية أن تكون قد توصلت بها، وأضافت أن الزيارة التي قالت عنها الوزارة تفتيشية كانت زيارة "تحت مسمى التعاون والزيارة الودية"، وأن الجمعية ردت على قرار المندوبية فورا عبر محاميها، ولم تتلق إلى حدود الساعة أي جواب أو توضيح. وأضاف البيان ذاته، أن الجمعية لا تدعي أبدا "أن المغرب بلد يمكن أن يترك فيه موضوع تعليم القرآن بدون أصول ولا مناهج، ووفق برنامج تربوي رسمي في إطار القانون"، موضحا أن كل برامج ومناهج الجمعية تمت المصادقة عليها مرارا من طرف المجلس العلمي المحلي بمراكش، وذلك كله في إطار تشبث الجمعية "بالثوابت الدستورية والوطنية، وهي الإسلام وإمارة المؤمنين والوحدة الترابية، والتشبث بدولة المؤسسات، ونبذ العنف والتحلي بروح التسامح والانفتاح". وطالب البيان من العاهل المغربي محمد السادس التدخل لرفع الظلم والحيف عن الجمعية، ذات التاريخ العريق، والتي أسهمت منذ تأسيسها سنة 1976 في تخريج عدد من القراء والأئمة الذي يؤون الناس اليوم في عدد كبير من مساجد المملكة خلال صلاة التراويح برمضان، ويحج لهم عدد غفير من المصلين نظرا لجمالية تلاوتهم، وتأثيرها في المصلي، فيما يعتبر أغلب قراء مدينة مراكش خريجو دور القرآن التابعة للجمعية.