من الوهلة الأولى، وبمجرد الإطلاع عل الخبر، والطريقة التي أصدر بها القرار، يتضح أن أسباب إقالة الزاكي ليست هي تلك التي ثمت سياقتها في بيان الجامعة، كيف يعقل؟ أن يخرج بيان الإقالة بعيد سويعات محدودة من تأكيد رئيس الجامعة "لقجع" أنه ليس هناك إقالة للزاكي، وهو باق في مكانه، هذه قمة الكذب بل هو كذب أسود، وقمة الاستهثار بمشاعر الجمهور الرياضي المغربي، فمثل هذا الفعل لا يمكن أن يكون اعتباطيا، بل له خلفيات و أجندات مسبقة. فنحن نعلم جميعنا أن مجيء الزاكي لم يكن بإرادتهم هم، بل كان بإرادة شعبية بعد توالي الخيبات التي عمرت منذ توهج 2004 و التي كان ربانها طبعا السيد المحترم " بادو الزاكي"، وفعلتهم هاته تعتبر رد دين سابق إلى الجمهور الرياضي، وكأن لسان حالهم يقول: أن الشعب لا يحق له أن يطالب بشيء، بل يجب الإكتفاء بما نقدمه له نحن وفقط، كما أن منطق التحكم هو السائد في هذه الجامعة، وسياق تعيين الزاكي كمدرب للمنتخب جاء في خضم الثورات العربية التي أطاحت بالعديدين، والتراجع عن تعيينه هو كذلك في خضم سياق تراجع الثورات العربية. المغرب فضل الإصلاح في ظل الإستقرار، لكن طعمة الفساد استقوت بعد الإنقلاب على الثورات، و أرادت أن تحقق شيئا قد يشفع لها لدى أسيادها، فبدأت بالإشتغال على العديد من الملفات، من أجل استرداد ما سحب منها من امتيازات كانت تنعم بها إلى وقت قريب، ولكم في قضية أمانديس مثل حي، وقبله قضية حب الوزيرين، ثم قضية أفتاتي، واتهام الوزير اعمارة بشرب الخمر من طرف شباط، وخروج الإستقلال من الحكومة، وقضية الأساتذة المتدربين، وقبلها قضية الطلبة الأطباء، واحتجاجات النقابات بمسبب أو بدونه …أو زيد وزيد…واليوم يأتي الدور على الرياضة الأكثر شعبية في المغرب، بعدما عانت من التحكم لعقود وبعد تعيين مدرب نيجة مطالب شعبية، هاهي الجامعة تنقلب على إرادة الشعب فيم يشبه الإنتقام واستعراض للعضلات التحكمية والسلطوية، ولكم أن تقوموا ببحث بسيط في محرك البحث google لتعرفوا الإنتماءات السياسية لمسيري الشأن الكروي في بدنا الحبيب، لتتيقنوا أن جلهم ينتمون إلى الحزب السلطوي التحكمي الذي يرعى الفساد و المفسدين…فلا تعطون أسبابا واهية كمبررات للإقالة، لأنها تفضحكم أكثر مما تحمي قراركم المشؤوم هذا، فلا يصح أن تختبؤو وراء الأداء المخيب للمنتخب، والجو غير المناسب بين أعضاء الطاقم، وتدبدب النتائج….فكيف يعقل أن نتحدث عن هذه الأمور والمنتخب لم يدخل بعد منافسات نهائية ؟ ومازالت حظوظه كبيرة جدا في التأهل…كيف يعقل أن ننعث شخصا بالفشل وهو لم يرسب بعد في الإمتحان؟…الحقيقة الوحيدة الساطعة هنا، هو التحكم ياسادة. ملاحظة أخيرة….وإلى طفروا هاذ المنتخب من هنا القدام أجيو ….. *باحث في القانون و الإعلام