استغرب الكثير من المتتبعين لطريقة تناول إحدى حلقات برنامج "كواليس" الذي تنتجه قناة "ميدي 1 تي في"، بعد بث فيديو كارتوني يسخر من المؤتمر الثالث لحزب "الأصالة والمعاصرة"، ويصور بأن نتائجه محسومة بما أن الثنائي مصطفى الباكوري، الأمين العام للحزب، ونائبه إلياس العماري، سيظلان في قيادته. ويستند هذا الاستغراب إلى كون القناة لا تزال فيها يد "الدولة" أي أنها قناة عمومية، وفي نفس الوقت تضرب بطريقة مباشرة قيادة "البام"، لكن ما الغاية من إخراج الفيديو في الوقت الراهن بالذات؟ يذهب فاعل إعلامي وسياسي إلى اعتبار الأمر ليس سوى محاولة لإيهام المتتبعين ب"قطع" العلاقة بين القناة وحزب الأصالة والمعاصرة، باعتبار أن الجميع يعي أن المسيرين للقناة التلفزية المذكورة ليسوا سوى امتدادا لحزب إلياس العماري، ومعروف أيضا من قام بتوظيفهم. ويضيف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن أهداف القناة في المرحلة الراهنة، بعد دخول مساهمين إمراتيين، تقوم على دعم مشروع حزب الأصالة والمعاصرة بشكل غير مباشر من أجل مواجهة الإسلاميين وحزب العدالة والتنمية بالتحديد، وهو ما يحتم إيهام الجميع بقطع العلاقة بين الطرفين. ويؤكد الفيديو الذي أذاعته القناة ما جاء في تحليل مصدر "الرأي"، فالفيديو لم ينتقد مشروع حزب الأصالة والمعاصرة في عمقه، وإنما حولت المؤتمر إلى مادة للسخرية، فقامت بتحقيق هدفين، الأول بوهم المتتبعين بأن لا علاقة للحزب بالقناة، والثاني بجعل السخرية في خدمة "تطبيع" الجميع مع "البام" كحزب سياسي ككل الأحزاب.