دعا منتدى الزهراء، المقرب من حركة التوحيد والإصلاح (الإسلامية)، أثناء أشغال المؤتمر الدولي للوساطة الأسرية، التي احتضنتها مدينة الصخيرات، يومي 7 و 8 من الشهر الجاري، إلى ضرورة مأسسة الوساطة الأسرية، والاستفادة من تجارب المجتمع المدني. عزيزة البقالي رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية قالت في تصريح ل "الرأي" أن "مشاركة المنتدى يأتي على اعتبار منتدى الزهراء للمرأة المغربية كان سباقا لطرح قضايا الأسرة وحقوقها وموضوع الإرشاد الأسري والوساطة الأسرية على الساحة الفكرية والمدنية بالمغرب، إذ تعتبر الجمعيات المشكِلة للمنتدى أولى الجمعيات بالمغرب التي فتحت مراكز للإرشاد الأسري"، مبرزةً أن "المنتدى أصدر كتيبا ضمن سلسلة الزهراء يتعرض لموضوع الإرشاد الأسري ويضع أسسه المتعلقة بالمقاربة القبلية أي قبل تكوين الأسرة ولا سيما من خلال دورات المقبلين على الزواج والمقاربة المصاحبة من أجل تنمية قدرات الأسرة ومواكبتها مع مقاربة الصلح لتدبير الخلاف واسترجاع عافية الأسرة أو اختيار الطلاق الناجح عند الاقتضاء" . ومن جهتها قالت سمية بنخلدون الرئيسة المؤسسة لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية في تصريح ل "الرأي" أن "منتدى الزهراء منذ تأسيسه جعل من موضوع الأسرة واستقرارها وحقوقها، والعمل على حماية وتقوية فضاءها لتقوم بادوارها الحضارية الأولوية الأساسية لعمل المنتدى وعمل على نشر ثقافة أسرية هادفة وفتح عبر شبكة جمعياته العديد من مراكز الإرشاد والوساطة الأسرية"، موضحةً أن "المنتدى يضم في عضويته العديد من الخبيرات في مجال الوساطة الأسرية وعلى رأسهن الخبيرة الأسرية صالحة بولقجام والعاملات المتخصصات في المجال كمليكة البوعناني وزكية البقالي، ونعيمة"، حسب قولها . وكانت المتحدثة صرّحت ل "الرأي" في وقتٍ سابق أن المنتدى منذ سنة 2004 طالب بإحداث مجلس أعلى للأسرة وحث الجهات الحكومية المختصة عبر عدة مذكرات على العمل من أجل تقوية قدرات الجمعيات المختصة في الوساطة الأسرية وتطوير التكوين الأكاديمي في هذا المجال" . وعودةَ إلى تفاصيل مشاركة منتدى الزهراء بالمؤتمر الدولي للوساطة الأسرية كانت صالحة ابولقجام الباحثة في موضوع الوساطة الأسرية والمستشارة في قضايا الأسرة قدّمت مداخلة عن قضية الحكمين الواردة في آية الشقاق (حكما من اهله وحكما من اهلها )، التي كشفت من خلالها على أنه "ليس من باب الوجوب كما ذهب الى ذلك الكثير من العلماء، لأن المهم أن تتوفر في الحكمين شروط العدال والحكمة والصلاح، بالإضافة إلى تحقق المصلحة التي كلفا بها سواءً كانا من الأهل أو من غيرهم"، مردفةً أنه "بالنظر الى واقع العلاقات الاجتماعية فإن تدخل الأهل في الغالب لايحقق الغاية المنشودة من عملية الوساطة عبر مؤسسة الحكمين"، حسب قولها . وأوصت ابولقجام القائمين على المؤتمر، بإشراك المجتمع المدني الذي راكم خبرة ميدانية أثناء مأسسة هيئات الوساطة، مع عدم اجرأة عملية المأسسة إلَّا بعد تخريج فئات مؤهلة في الجانب القانوني والشرعي والنفسي والإجتماعي، وفتح الباب أمام نشطاء وخبراء المجتمع المدني الممارس للوساطة الأسرية . وثثمّنت مليكة البوعناني النائبة رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، المجهودات التي تقوم بها وزارة التضامن والمرأة والأسرة الاجتماعية في "فتح النقاش حول مأسسة الوساطة الأسرية التي أصبحت حاجة وضرورة مجتمعية حتمية من أجل حماية الأسرة والمساهمة في استقرارها"، معتبرةً أن "نجاح الوساطة الأسرية رهين بجاهزية المؤسسات المسؤولة على هيكلتها و إخراجها للمجتمع المغربي طبعا في تناسق وتعاون مع هيئات المجتمع المدني"، مضيفةً في ذات السّياق" أن الوساطة الاسرية "بوصفها أسلوب لفض النزاعات ليس نظاما غريبا على منظومتنا التشريعية بل هي من صميم ديننا الحنيف، لكن كان المطلوب إعمال آليات الاجتهاد والتجديد بناء على التحولات التي عرفها النسيج الاجتماعي على المستوى السوسيو ثقافي والاجتماعي" تتابع البوعناني .