ارتكبت الصحيفة البريطانية الذائعة الصيت "دايلي ميل" خطأ مهنيا فاضحا بعد نشرها صورا مزعومة للفتاة المغربية التي فجرت نفسها مؤخرا في العاصمة الفرنسية والمدعوة "حسناء آيت بولحسن" ليتضح فيما بعد أن الصور لا علاقة لها بالفتاة الانتحارية بل هي صور لمغربية أخرى تدعى "نبيلة" كانت تقيم في فرنسا وهي الآن مستقرة في بني ملال وتعمل بإحدى مدارس تعليم السياقة بذات المدينة. وقد نشرت ثاني أكثر الصحف البريطانية مبيعا، عبر موقعها الإلكتروني، منذ صباح يوم أمس تقريرا عن الانتحارية المغربية في العاصمة الفرنسية معززا بصور حصل عليها مراسل الصحيفة في باريس من مصادره الخاصة واعتقد خطأ أنها تعود للمعنية بالأمر، بسبب الشبه بين صاحبتي الصور، ليكتشف، بعد حين، أنه وقع ضحية تدليس اضطرت معه "الدايلي ميل" إلى حذف صور نبيلة من التقرير والإبقاء على صورتين فقط للانتحارية حسناء المنحدرة من نواحي مراكش، قبل أن تعتذر الجريدة البريطانية لنبيلة. هذا وقد انتشر فيديو مسجل من طرف نبيلة، التي كانت ضحية هذا الخلط والخطأ المهني الجسيم، تتهم فيه رفيقة سابقة لها في فرنسا بتسليم صورها لأحد الصحفيين في باريس، مستغلة الشبه بينها وبين المدعوة حسناء آيت بولحسن، ضمنها صورة تظهر فيها وهي تستحم في "البينوار" مؤكدة أن لا أحد يملك تلك الصورة غير صديقتها السابقة والتي التقطتها لها في منزلها وبإذن منها، مما جعلها تجزم بأنها وراء تسريبها. ويذكر أن الصور المنشورة خطأ تناقلتها العديد من المواقع الإخبارية العالمية والعربية والمغربية ومنها "لو باريزيان" الفرنسية وهو أمر لا شك أنه وضع هذه المنابر الإعلامية العالمية الضخمة في موقف حرج جدا ويسائل احترافيتها باعتمادها على مصادر غير موثوقة. كما أن هذا الخطأ الصحفي يتكرر للمرة الثانية بعد هجمات سان دوني الباريزية بعد نشر الصحافة الإسبانية لصورة مفبركة لمواطن كندي ملتحي زعمت أنه أحد الجهاديين المتهمين في الهجمات ليتضح بعد ذلك أن الصور تعود لهندوسي من السيخ ولا علاقة له مع الإسلام أصلا وأن الصورة كانت مفبركة.