شنت بديعة الراضي، عضوة المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، هجوما حاد على "تيار الإسلام السياسي" عندما تفننت في صياغة أقذع الأوصاف لإطلاقها على التجربة الحكومية الحالية. ووصفت الراضي، في مداخلة خلال ندوة تحت عنوان "فصول الربيع العربي من منظورنا رؤية الآخر"، في إطار فعاليات منتدى أصلية الثقافي، الجمعة 28 يونيو، التجربة الحالية لحكومة عبد الإله بنكيران ب"عصر الظلام"، متهمة الحزب رئيس الحكومة بالسعي إلى تكريس مفهوم الحزب الواحد. وتناقضت الراضي مع نفسها وشعارات التيار اليساري، عندما اعتبرت أن "ليس الصندوق وحده من يمثل الإرادة الشعبية"، قبل أن تشرع في سرد سيل من التجريح للقوى الإسلامية، واصفة إياهم بأصحاب اللحى التي غزت شاشات الفضائيات والإقصائيين الساعين لاحتكار الحكم. مداخلة الراضي أثارت نوبة من الغضب لدى الحاضرين، بسبب "فجاجة" المصطلحات المستعملة في الخطاب، إضافة إلى أن بديعة الراضي قدمت على أنها أستاذة جامعية، مما اعتبره البعض "انتحال صفة". ولم يكن من المقرر أن تشارك الراضي في الندوة الافتتاحية، خاصة في ظل إعلان فرع الاتحاد الاشتراكي مقاطعة المنتدى. من جانبه، نأى عضو الأمانة العامة بحزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، بنفسه عن الدخول في سجال مع الراضي، ملمحا إلى أنه بعد سقوط الاتحاد السوفياتي لم يعد لخطابات "الحرب الباردة" معنى. وأردف حامي الدين قائلا "إن إلقاء التهم الرخيصة والخطابات الاستفرزاية ليست بديلا عن الحوار". وتركزت مداخلة رئيس جمعية "الكرامة" على أن الحوار هو السبيل الوحيد أمام الشعوب للنهوض بنفسها، مؤكدا على أن ليس لفصيل وحده الفضل فيما آلت إليه البلاد، مبرزا أن حركة 20 فبراير ضمت كل ألوان الطيف السياسي والمجتمعي المغربي، دون استثناء أحد. وفي تحليله لما هو حاصل الآن في دول "الحراك العربي"، قال حامي الدين إن شعوب المنطقة "تعرف ما لا تريد، ولكنها لا تعرف ما تريد"، في إشارة حالة الاحتقان والاستقطاب الذي تعرفه تلك الدول. وأبرز حامي الدين، في تحليله للوضع في المغرب، وجود تيارين فاعلين في المشهد، تيار "إصلاح وتطور"، وتيار "جمود ومحافظة"، مؤكدا وجود من يمثل هذين التيارين في الأحزاب السياسية والنخب المثقفة، والمؤسسة المكلية وطبقة رجال الأعمال. داعيا من يمثلون تيار "الجمود والمحافظة" بالانخراط في دينامية الإصلاح والتطور، أو الاختفاء عن الساحة. وطرح عضو الأمانة العامة للبيجيدي سؤلا: هل الديموقراطية هي حكم الأغلبية؟، قبل أن يستطرد قائلا "إنه مع مرور الزمن ستتمثل النخب السياسية الراغبة في التطور مفهوم الديموقراطية، والانخراط في الدولة كفيل بتطويع القوى السياسة لمبادئ الديموقراطية".