قال رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، إنه فكر في تقديم استقالته من رئاسة الحكومة في المرحلة الأولى لتعيينه، مشيرا إلى أنه لا يستطيع محاربة الفاسد بمفرده لأنه "ليس بالأمر السهل". وقال بن كيران أثناء محاضرة حول "حكامة الأحزاب السياسية"، مساء الخميس، بالمدرسة العليا للإدارة بالرباط، إنه "في المرحلة الأولى لتعيني رئيسا للحكومة كنت أفكر يوميا وأطرح السؤال حول البقاء أو الاستقالة، وأتساءل هل أطبق ما جئت من أجله للحكومة". وأضاف رئيس الحكومة، أنه بعد تعيينه "اكتشفنا حجما من المشاكل لم نكن نتخيله، والمؤسف أنها قد تأتي ممن لم تكن تتصور أن تأتي منه، أو من كنت تعول عليه لمساعدتك في حلها"، مشددا أنه "ليس هناك أمام المغرب من خيار آخر غير المضي في طريق الإصلاح الذي قال إنه جاء إلى رئاسة الحكومة من أجله". وأوضح بنكيران أنه "لم نتراجع عن وعودنا الانتخابية، ولا يمكننا التراجع عليها، لكن الذي حصل هو تعديل البرنامج وفق برامج الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي"، لافتا إلى أن حكومته "تتمتع بانسجام مطلق، ولم يعبر لنا أي حزب عن رغبته الخروج من الحكومة خلاف بخلاف ما تروجه بعض المنابر الإعلامية". وأصر الأمين العام للبيجيدي على أن المرجعية الإسلامية لحزبه "لصيقة بنا وبه، وإذا تخلينا عنها لن يعود لنا وللحزب أي معنى"، لكنه استدرك بالقول إن "المرجعية يجب أن تستجيب للظروف والمستجدات والتطورات الحاصلة في الواقع ولحاجيات الناس، وإلا لن تصبح نافعة ولا صالحة". وفي سياق متصل، قال بنكيران، إنه "لا يمكن أن أدخل في مشادات مع الملك فيما يخص تطبيق الدستور، وتعيين الوزراء والمسؤولين العموميين، ولا تعولوا علي للقيام بالشذ والجذب مع الملك ومنازعته في الاختصاصات". وأضاف أن "هناك من يتصور أنه يجب علي أن أكمل مساره السياسي في الصراع مع الملكية، لكنني لي مساري الخاص الذي أومن به وأسعى إليه، وهو أن العلاقة مع الملك يجب أن تكون علاقة تعاون وليست علاقة صراع".