مرة أخرى، استطاع حزب الاستقلال، احتلال المركز الأول في الانتخابات الجماعية للمجلس البلدي لمدينة بوجدور (أقصى جنوب المغرب)، رغم تراجعه في عدد المقاعد التي حصل عليها، ليدخُل تشكيل المجلس الجماعي للمدينة في حسابات بيزنطية، ستحسم فيها، في الغالب الولاءات القبليةوالنفوذ، حسب مراقبين. وحصل حزب الاستقلال، حسب النتائج النهائية، التي حصلت عليها "الرأي"، على 11 مقعدا، وحزب الحركة الشعبية على 08 مقاعد، والاتحاد الدستوري على 4 مقاعد، وحزب الأصالة والمعاصرة على 4 مقاعد كذلك، وحزب العدالة والتنمية على مقعدين. ويعتقدُ المتابعون للشأن السياسي ب"مدينة التحدي" أن الأحزاب الناجحة، إذا ما اتفقت على تنزيل التحالف الذي كان في المعارضة خلال الولاية السابقة، والمشكل من "المصباح" و"السنبلة" و"الجرار"، فإنه سيتم تجريد "عبد العزيز أبا"، الذي ظل في منصب الرئاسة لأزيد من عقدين، من كرسيه ويذهبُ إلى ابن قبيلته "اولاد تدرارين"، المُهندس والبرلماني، "إبراهيم خيا". وبعملية حسابية بسيطة، فإن تحالفا مكونا من "المصباح" و"السنبلة" و"الجرار"، يعني تجميع 18 مقعدا، وهي أغلبية مريحة لتشكيل مكتب المجلس الجماعي لبوجدور وإزاحة حزب الاستقلال. وكان "إبراهيم خيا" قد أفلح في الانتخابات التشريعية ل 25 نونبر 2011 من تجريد "عبد العزيز أبا" من مقعده البرلماني، الذي احتكره لمدة طويلة، فيما المقعد البرلماني الثاني لبودور ظل في حوزة عضو الأصالة والمعاصرة وابن قبيلة "العروصيين"، عبد الله ادبدا. إلى ذلك، أفادت مصادر "الرأي" أن عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والشخصية النافذة بالعيون "ولد الرشيد" دخل على الخط بمدينة بوجدور، في محاولة لكسر أي تحالف مرتقب بين الأحزاب المذكورة. فهل ينتهِ عهدُ "عبد العزيز أبا" في رئاسة بلدية بوجدور، أم أنه سيصلُ إلى كرسي الرئيس مرة اخرى؟