بدأ العد العكسي فأسبوع واحد يفصلنا عن يوم الاستحقاقات التشريعية الجارية ل 25 نونبر الجاري، يكاد لا يخلو بيت من بيوت أهل بوجددور أو حديث من أحاديثهم عن هذا الموضوع، إما من هو طرف أو مشارك أو ملاحظ من بعيد، ثمانية قوائم تتنافس على مقعدان مخصصان للإقليم بقبة مجلس النواب بالبرلمان، أبرزها الأربعة التالية : قائمة حزب الاستقلال رمز الميزان وكيلها قيدوم البرلمانين السيد عبد العزيز أبا، الثانية لغريمه التقليدي مرشح حزب الأصالة والمعاصرة رمز الجرار وكيلها رجل الأعمال السيد عبد الله أدبدا، الثالثة لحزب الحركة الشعبية رمز السنبلة وكيلها المهندس السيد سيدي ابراهيم خيا، والرابعة لحزب العدالة والتنمية وكيلها الأستاذ السيد عبد الله النجامي، لست في مقام تقيم البرنامج الانتخابي لكل حزب، أو استعراض وتحليل فرص حظ فوز هذا المرشح أو ذاك أو بيان نقط الضعف والقوة لكل طرف، بقدر ما أنا في مقام التساؤل والاستفسار عن خطابي المحافظة والتغير اللذان ميزا هذه الاستحقاقات، أليست المحافظة من شيمنا والقيم التي تربينا عليها؟ لماذا نتنكر لفضل رجل كان هو منقذنا من تآمر الأجنبي علينا وظل حصنا منيعا لنا؟ لماذا نريد التخلص من حزب هو الأقوى في الصحراء والسواد الأعظم يبحث عن موطئ قدم فيه؟ إلا أنه في المقابل ألا تعد المحافظة مفهوما أكل الدهر عليه وشرب وغير قادر على مواكبة المرحلة؟ ألم تنته صلاحية المحافظين؟ ومنذ متى كنا نحن أهل الصحراء نجعل مصالحنا رهينة بهذا الحزب أو ذاك؟ في مقابل كل هذا ألا يعتبر مفهوم التغير بديلا خصوصا أن العالم كله يتغير ونحن نغرد خارج السرب؟ ألا يتوفر الرجل الذي جاء بفكرة التغير على كل الكفاءة العلمية والمهنية المطلوبة لذلك؟ أليس التغير مطلبا شعبي قبل أن يكون خيار رجل؟ إلا أنه في المقابل أيضا هل التغير الذي نريد نابع من الداخل أم إملاء من الخارج وتقليد له ومطية لحق أريد به باطل؟ أين كان دعاة التغير طوال هذه المدة عن الإقليم؟ هل استشاروا سكان الإقليم أم نصبوا أنفسهم رغم أنف الجميع؟ أليس دعاة التغير ذوو أصول من المحافظين ولهم رباط وثيق بهم وبالتالي نحن أمام مؤامرة من الاثنين والتفاف على المكاسب الشعبية؟ هل نقصد بالتغير تغير جيل كله مستبد هرم على عروش بوجدور ونمط فكر؟ مصداقا لقوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، أم نريد تغير شخص وغض الطرف عن الآخرين؟ وبالتالي ندخل دوامة تصفية الحسابات الشخصية والعائلية التي لا ناقة لنا فيها و لا جمل؟ ما الضامن بأن مرشحينا سيبقوا إلى جانبنا والإنصات إلى همومنا، خصوصا أن التذكرة قد حجزت والحقائب جمعت للاستقرار بالرباط ما بعد 26 نونبر؟ أسئلة وغيرها وددت لو كان لمرشحينا فرصة الاستضافة في الاتجاه المعاكس للإجابة عنها .