في رده على الجدل الذي أثاره تنزيل برنامج «مسار» الإلكتروني لمسك نقاط التلاميذ، نفى الكاتب العام للتربية الوطنية، يوسف بلقاسمي، أي تغيير في منظومة تقويم التلاميذ، معتبرا أن الاحتجاج عليه «غير منطقي». وقال بلقاسمي، في حوار نشرته صحيفة "الأحداث المغربية "، في عددها لنهاية الأسبوع، (قال) "ما قيل للتلاميذ غير صحيح، والصحيح هو أن لا تغيير البتة في منظومة تقويم التلاميذ، وأن نقط المراقبة المستمرة تحتسب انطلاقا من الفروض المحروسة ومن الأنشطة المندمجة داخل الفصول الدراسية، وفق المذكرات الوزارية الجاري بها العمل". الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية بوزارة رشيد بلمختار اعتبر الاحتجاج على البرنامج الإلكتروني "ليس له أي تفسير منطقي"، موضحا أن "مسار" سيوفر "خدمات حاليا ومستقبلا عند استكمال جميع مراحلها". وحذر يوسف بلقاسمي، في الحوار ذاته، التلاميذ والتلميذات من "مغبة الاستجابة إلى ما قد يضر بمصلحتهم ويتعارض مع مستقبلهم الدراسي"، داعيا إياها إلى أن "يكونوا متيقظين من كل ما من شأنه أن يحول انتباههم عن دراستهم"، وقال "ما يتداول اليوم من شعارات في محيط المؤسسات التعليمية ومن ترويج لأفكار مغلوطة ومتناقضة تغالط المتعلمات والمتعلمين واللآباء والأمهات، لا يمكن أن يصدر عن التلاميذ وإنما عن جهات معينة تسعى إلى زرع البلبلة وبوادر الفتنة بخلفيات إيديولوجية"، حسب تعبيره. ووجه المتحدث الدعوة لمن يتهمهم بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات (لم يسمهم) إلى "الاستيعاب الجيد لمنظومة «مسار» المعلوماتية التي تستمد مرجعيتها من التوجيهات الحكومية، التي تجعل المؤسسة التعليمية في قلب اهتمامات القطاع، والتي تسعى إلى تعزيز دور الحكامة في النظام التربوي، وكذا من مخطط عمل الوزارة الذي يضع المتعلم في صلب الاهتمام، وأيضا من المخطط الاستراتيجي لمنظومة الإعلام التي يتوخى تطوير نظام معلوماتي متكامل، وكذا من مخطط المغرب الرقمي"، حسب تعبيره. وأبرز بلقاسمي أن هذه المنظومة "توخت، قبل تنزيلها، مبدأ التدرج في إرساء مكوناتها وتبنت مقاربة تشاركية في جميع مستوياتها، وسعت الوزارة إلى تجريبها قبل تعميمها، وسهلت اندماجها لتستوعب البرامج المعلوماتية السابقة والحالية في أفق انفتاحها على عالم التكنولوجيا والمعرفة الرقمية بما يفيد المصلحة العليا للتلميذات والتلاميذ". وتحدث الكاتب العام للتربية الوطنية، في الحوار ذاته، عن "الخدمات" التي يقدمها "مسار" لفائدة الآباء والتلاميذ والطاقم التربوي، وقال إنه يمكن الآباء من "طلب مواعيد على الخط، ومن التواصل الإلكتروني، وتتبع الملف التربوي لأبنائهم"، ويمنح للتلاميذ إمكانية "تقديم طلبات على الخط للحصول على الشهادات المدرسية والتسجيل والمنحة، وغيرها من الخدمات"، ويمكن الطاقم التربوي من "مسك نقط المراقبة المستمرة ودفتر النصوص الالكتروني، وتتبع الملف التربوي للتلميذ"، مضيفا أنه يسمح للعموم ب""الاطلاع على دليل المؤسسة وأنشطتها ومواعيد إجراء الامتحانات...". وكان تلاميذ المؤسسات التعليمية، خصوصا بالمستوى الثانوي التأهيلي، في مختلف مناطق المغرب قد خرجوا في نظموا أشكالا احتجاجية على تنزيل منظومة "مسار"، واتهمت وزارة بلمختار "جهات" لم تسمها بالوقوف وراءها.