قال عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص، أحد رموز السلفية في المغرب، ونائب الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة، إن انخراط الحركة السلفية في العمل السياسي بالمغرب جاء عبر مراحل، متوقعا أن «تذهب التيارات السلفية في المرحلة القادمة إلى مشروعية العمل السياسي دون قيد أو شرط». وأضاف أبو حفص، خلال مداخلته في ندوة «مستقبل التيارات السلفية» التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات، يوم السبت بالدوحة، أن دخول السلفيين في العمل السياسي والخوض في هذه التجربة «كان بتشاور مع قياديين في حزب العدالة والتنمية الإسلامي الكبير»، مؤكدا على أن «العلاقة مع حزب الشيخ عبر الكريم الخطيب، جد قوية ومتميزة». وأوضح القيادي السلفي، في محور «مستقبل تيار الصحوة السلفي: السلفية الحركية»، أن «التيارات السلفية كانت تعتبر في الفترة الأولى أن الممارسة السياسية تفرضها الضرورة، إلى أن تطور الأمر لاحقا إلى اعتبارها مصلحة أكبر من المفسدة»، موضحا أنه «من أجل بناء فقه سياسي صحيح على السلفيين فك الارتباط مع كتب الفقه السلطاني القديم». وشدد أبو حفص على أن «شيوخ السلفية المغاربة ينكرون وجود شيء اسمه السلفية الجهادية في المغرب، ولا وجود لتنظيمات مقاتلة»، مشيرا إلى أن «الجمعيات الحقوقية أجمعت على أن الاعتقالات التي أعقبت أحداث 16 ماي بالدار البيضاء، كانت ظالمة ومست كثيرا من الناس الذين لا ناقة لهم فيها ممن يحملون الفكر السلفي». وعن التجربة السياسية للسلفيين بالمغرب، قال رفيقي إن «جزءا من هذا التيار خاض تجربة سياسية جديدة بانتمائه لحزب النهضة والفضيلة»، وهو ما جعل خطابهم يضيف المتحدث «أكثر واقعية من خلال التحلي بمزيد من المرونة والتفتح والنزول إلى الميدان، وتجاوز الأخطاء التي وقعت فيها التيار الإسلامية والانفتاح على باقي التيارات الأخرى». ودعا أبو حفص في الأخير، السلفيين إلى «الارتقاء للمستوى المطلوب في التعامل مع التحديات المعاصرة وإعطاء أجوبة واضحة للقضايا الراهنة بأسلوب واقعي، في إطار احترام قواعد الشريعة وثوابتها إعداد برامج للتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يتوافق مع المرجعية فرض التوازن بين الخطاب الفكري والدعوي».