قال وزير الصحة، الحسين الوردي، اليوم الأربعاء بالرباط، إن حصيلة العمل الحكومي في قطاع الصحة تبقى جد إيجابية، وذلك على الرغم من وجود بعض المشاكل والمعيقات التي يتعين تجاوزها. وأوضح الوزير خلال ندوة صحافية لتقديم حصيلة العمل الحكومي في قطاع الصحة وكذا مناقشة عدد من القضايا الراهنة، أن تعميم نظام المساعدة الطبية (راميد)، مكن من استفادة 8,5 مليون شخص، أي ما يمثل 28 بالمائة من الساكنة، مسجلا أن النظام مكن من رفع نسبة الفحص والاستشفاء ب56 بالمائة، ونسبة الولوج إلى المستشفيات بلغت 64 بالمائة، فيما ارتفعت نسبة الولادة في المستشفيات بنسبة 40 بالمائة. غير أن هناك اختلالات ومعيقات، يضيف الوزير، ما تزال قائمة في ما يخص البنيات التحتية والتجهيزات الطبية والموارد البشرية والتدبير والحكامة، مشيرا إلى أن الوزارة تسير في اتجاه إحداث هيئة تدبيرية مستقلة لنظام (راميد) وبلورة نظام معلوماتي مندمج ولا ممركز بتعاون مع وزارة الداخلية والوكالة الوطنية للتأمين الصحي. وشدد الوزير في هذا السياق، على أن التغطية الصحية يجب أن تكون شاملة، مشيرا إلى انطلاق التغطية الخاصة بالطلبة خلال العام المقبل، فيما يجري العمل على قدم وساق لتفعيل التغطية الصحية لفائدة المستقلين وأصحاب المهن الحرة. وذكر في معرض الحديث عن عدد من القضايا الراهنة المرتبطة بالسياسة الصحية بالمغرب، أن المغرب، ولأول مرة، يتوفر على سياسة دوائية مفصلة، حيث تم الانتقال من 1300 إلى 2000 دواء تم تخفيض ثمنه، وتم الوصول إلى أكثر من 60 دواء جديد للأمراض المزمنة ضمن الأدوية المقبول إرجاع مصاريفها، موضحا أن هناك لجنة وصية يتم تنزيلها بموارد مستقلة. كما تم الاشتغال على تخفيض ثمن المستلزمات الطبية، مبرزا أنه يتم العمل على صنع دواء ضد التهاب الكبد الفيروسي (ج) بتعاون مع مختبر أمريكي، حيث تم إيجاد صيغة لصناعة هذا الدواء، الذي يكلف عادة مليون درهم للعلاج، سيكلف 3000 درهم قابلة للتعويض، مما يعني أن المرضى سيعالجون بصفر درهم. واستعرض الوزير مختلف الإنجازات التي تهدف إلى الارتقاء بالخدمة الصحية خاصة في المناطق القروية، من قبيل المخطط الوطني للتكفل بالمستعجلات الطبية، حيث أضحى المغرب، ولأول مرة، يتوفر على وحدات متنقلة استعجالية ومروحيات طبية، وكذا المخطط الوطني للتكفل بالصحة العقلية والنفسية الذي تعد عملية (مبادرة الكرامة)، نقطة من بين نقاطه، والتي استفاد منها 822 شخص جلهم محتجزون منذ سنوات بمحيط ضريح بويا عمر في ظروف التعذيب وسوء التغذية. وذكر بالإمكانيات التي تم تسخيرها لإنجاز هذه العملية، مضيفا أنه سيتم تدريجيا المرور لمحيط أضرحة أخرى، ومؤكدا في هذا الصدد أن الأمر لا يتعلق بحسابات سياسية أو سياسوية. كما تم تطوير زرع الأعضاء والأنسجة البشرية، حيث تم ولأول مرة القيام بعملية زرع الكبد، كان المستفيدون الخمس الأوائل منها يتوفرون على بطاقة (راميد)، فضلا عن القيام بزرع خلايا جذعية وخلايا النخاع العظمي، مسجلا في الوقت نفسه وجود تأخر مقارنة مع ما يتم في عدد من دول الجوار. وبخصوص البنيات التحتية، قال الوردي إنه تم، ومنذ 2012، تشغيل 74 مؤسسة صحية جديدة، فضلا عن الرفع من الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بÜ1600 سرير إضافي. واعتبر أن الوزارة نهجت سياسة جريئة في ما يتعلق بالموارد البشرية، من خلال رفع عدد المناصب المالية، وفتح الترشيحات لولوج مناصب المسؤولية ورفع أعداد المستفيدين من التكوين في المعاهد التابعة للوزارة، مشيرا إلى أن هناك إصلاحا جذريا لهذه المعاهد التي انتقلت من مدراس محدودة إلى مدارس عليا تشتغل وفق نظام الإجازة- الماستر- الدكتوراه. كما تم دعم مهام التفتيش والافتحاص بأكثر من 300 مهمة تفتيش للمصحات الخاصة و200 مهمة بمصالح الصحة العمومية و3000 معالجة للشكايات، مسجلا صعوبة التعامل مع كافة الشكايات.