في ربورتاج ينتظر أن يثير جدلا واسعا، أٌقحمت القناة الثانية، في حلقة أمس الأربعاء 8 يناير من البرنامج الحواري «مباشرة معكم»، قضية الداعية المغربي عبد الله النهاري، التي برأته فيها محكمة وجدة قبل عدة شهور، في نقاش التكفير الذي تمخض عن تصريحات عبد الحميد أبو النعيم في حق ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وأوردت القناة الثانية، في تقريرها الذي تم عرضه في البرنامج المذكور، مقطعا للشيخ النهاري يقول خلاله «اقتلوا من لا غيرة له» مجردة من سياقها، وهي مقطع من حديث نبوي شريف تلاه الداعية في الفيديو، وتلته مباشرة بمقطع ظهر فيه أبو النعيم يقول: «الكفر البواح الصراح». المقطع، الذي نشرته القناة الثانية لعبد الله النهاري، كان قد سجله في رد على دعوة صحفي مغربي صرح أنه لا يرى مشكلة أن "تمارس أخته الجنس خارج مؤسسة الزواج"، وأثار حينها جدلا واسعا، وأورد فيه النهاري «اقتلوا من لا غيرة له»، مما أدى إلى متابعته قضائيا بتهمة التحريض على القتل. هذا، وحكمت المحكمة بعد سلسلة جلسات استماع للنهاري، ببراءته في القضية في آخر جلسة بتاريخ 30 أبريل 2013، مما يطرح علامات استفهام عن سبب عودة القناة الثانية للموضوع الذي حسمه القضاء، وإدراجه في إطار نقاش الخطاب التكفيري. إلى ذلك، عمد التقرير إلى الإساءة إلى التيار السلفي عموما، عبر إيراد التقرير عبارة «صراخ في الكلام، إطلاق للحية، ولباس خاص» (في إشارة إلى الجلباب والتقصير)، وأردفتها بتعليق لمتخصص في البلاغة يقول فيه «الفقيه المغربي كان عنده منظر جميل، ووجه صبوح، وكلامه يشفي النفوس، كيف أصبح الآن عندنا أشخاص بهذا الشكل، حتى من ناحية الإخراج (ويضحك بطريقة تدل على الاستهزاء) ما عهده الفقيه ديالنا». وأضاف التقرير أن كلمات «فتنة، كفر، ردة» تجاوزت العالم الافتراضي لتصل مدرجات ملاعب كرة القدم، وصاحبتها بصورة لجمهور الرجاء البيضاوي يرفع فيها لافتة يرد على دعوة إدريس لشكر إلى تجريم تعدد الزوجات ومراجعة أحكام الإرث، غير أن تقرير القناة الثانية لم يظهر من صورة الجماهير، سوى لافتة كتبت «واتقوا الله قبل أن ينزل عليكم الهلاك»، فيما حذفت الجزء الذي وجه فيه الكلام للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي. ولم يتوقف تقرير دوزيم عند هذا الحد، بل ربط خطاب التكفير بالأعمال الإرهابية التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، حيث قال صاحب التقرير «تحول خطاب التكفير إلى فعل ملموس، ذاك لربما ما وجب عدم نسيانه، أحداث 16 ماي وما تلاها خير دليل، هي فتنة والفتنة أشد من القتل».