عاد الشيخ السلفي عبد الحميد أبو نعيم، الذي أثار ضجة ببثه مقطع فيديو يصف فيه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وشخصيات أخرى أمواتا وأحياء، من قبيل المهدي بنبركة وعابد الجابري وعبد الله العروي، بالكفر والردة، "عاد" إلى إصدار فيديو آخر أطلق فيها اتهامات كثيرة لليسار المغربي. وتحدى أبو نعيم، في ثنايا الفيديو الذي بثه، مساء اليوم على موقع اليوتوب، ممتدا على مسافة زمنية فاقت ساعة كاملة، قادة اليسار ورموزه بأن يردوا على براهينه وأدلته التي يؤكد فيها "كفر وردة" اليسار، فضلا عن "دمويته" التي التصقت به خلال تاريخ المغرب الحديث. وردد الشيخ السلفي، في فيديو وسمه بعنوان "تكالب الجرائد العلمانية واليسارية دفاعا عن الكفر"، أكثر من مرة عبارات من قبيل "النقاش العلمي" و"الحجج والبراهين"، من أجل تحويل حديثه إلى سجال فكري أسسه على اتهامات قال بأنها مرتكزة على دلائل شرعية وتاريخية وسياسية. وقال الداعية المثير للجدل إن "اليساريين عُرفوا بحربهم على الحجاب والدين والاستقامة، ووصفهم للشريعة الإسلامية بأنها ظلامية، ونشرهم للإلحاد منذ أزيد من خمسين عاما، والقول بأن الله غير موجود، والنبي أسطورة، والقرآن أوهام". تهم خمسة لليسار المغربي وأورد أبو نعيم خمسة مسائل رآها أنها اتهامات ثابتة في حق اليسار المغربي، أولها الكفر والردة، انطلاقا من براهين ودلائل تستند إلى أقوال اليساريين وتصرفاتهم وندواتهم، وحتى ما كان يذكر في جرائدهم القديمة من الكفر البواح الصراح" وفق تعبير الشيخ السلفي. والمسألة الثانية، وفق الداعية الموقوف منذ بضعة أشهر من إلقاء دروسه في أحد مساجد الدارالبيضاء، تتمثل في كون "اليساريين قتلة وإرهابيون"، مضيفا أن "بنبركة قتل الآلاف من أبناء هذه الأمة، وفيهم كبار المجاهدين ورجالات التحرير وصناديد المقاومة وبعض العلماء المباركين، قتلهم بنبركة والفقيه البصري وسعيد بونعيلات" والعهدة على أبي نعيم. ووصف المتحدث نفسه اليساريين، في المسألة الثالثة، بأنهم "خونة حيث خانوا أمتهم ودينهم"، مشيرا إلى ما قال إنها "أدلة على تعامل اليسار مع السفارات الغربية وجول في الجوار ودول لها مواقف مضادة للمغرب، بهدف التآمر وبث الفتنة في المجتمع". وأما المسألتان الرابعة والخامسة، على لسان الشيخ أبي نعيم، فهما الغدر والسرقة، فالغدر تجلى في "غدر يساريين ضد بعضهم البعض، ولقاءاتهم في مقاهي باريس مع من وصفهم بيادق وزير الداخلية الأسبق الراحل إدريس البصري"، فيما السرقات فتتمثل في "التلاعب بأموال الأمة، وإنشاء عصابات في الإدارات العمومية" وفق تعبير المتحدث. وبعد أن أطلق أبو نعيم اتهاماته المختلفة لليسار المغربي، أكد أن أصلها الذي تدور عليه لا يعدو أن يكون مرتبطا بالكفر والردة، قبل أن يتساءل بالقول "هل يعقل أن يكون الرجل في نفس الوقت موحدا ومشركا، ومؤمنا وكافرا، ومسلما وشيوعيا"، مطالبا اليساريين بإعلان ما سماها "راية الكفر صراحة". وتابع المتحدث أن "الدعاة دورهم بيان الحق والحكم الشرعي على من نقض الإيمان بأنه كافر مرتد، ولا نملك إلا أن ندعو عليه"، باعتبار أن احكام الإرث وتعدد الزوجات قطعية الثبوت والدلالة، مضيفا أن "الدولة تتحمل مسؤوليتها بين يدي الله، حيث سيسأل كل صاحب مسؤولية عما استرعاه" وفق تعبير الشيخ السلفي.