انتقد الشيخ السلفي المعروف، حماد القباج، القناة الثانية (2M)، بسبب تسليطها الأضواء على مقطع فيديو للشيخ (أبو النعيم)، الذي هاجم فيه الكاتب الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، بخصوص الإرث والتعدد، في مقابل صمتها تجاه الممثلة لطيفة أحرار التي استهزأت بالقرآن الكريم، وفق القباج الذي وصف فعل أحرار ب «التطرف العلماني»، معتبرا تصريحات لشكر «تأتي في سياق سياسي انتقامي من نجاح حزب العدالة والتنمية في تخطي العقبة التي وضعت في طريقه»، في إشارة إلى انسحاب حزب الاستقلال من النسخة الأولى من الحكومة. وقال القباج إن «القناة الثانية تحركت للتنديد بمقطع الفيديو للشيخ أبو النعيم، ولم تحرك ساكنا فيما يتعلق بمقطع الفيديو الذي استهزأت فيه لطيفة أحرار بآيات قرآنية في برنامج (mais encore) الذي تبثه القناة»، مضيفا «مع أن فعلها هذا تطرف علماني خارج عن الدستور والقانون الذي يجرم المس بالثوابت وزعزعة عقيدة المسلم»، وتابع «وهو ما يلزم الذين هرولوا لتحريك دعوة قضائية ضد الشيخ أبو النعيم أن يفعلوا الشيء نفسه مع الفنانة لطيفة أحرار». واعتبر الشيخ السلفي، في تدوينة فيسبوكية على صفحته الرسمية، عنونها ب "أبو النعيم ولطيفة أحرار.. والفخ السياسي"، (اعتبر) أن تصريحات إدريس لشكر "الخطيرة" في موضوع الإرث والتعدد، "تأتي في سياق سياسي انتقامي من نجاح حزب العدالة والتنمية في تخطي العقبة التي وضعت في طريقه في سياق ما بات يعرف بالانقلاب على مكاسب الربيع العربي"، موضحا أنه "بعد فشل المناورات السياسية في الزج بالمغرب في أوحال أزمة سياسية خطيرة، انتقلت الاستراتيجية إلى تحريك ملف الإرهاب والعنف الذي طالما نصبته التوجهات العلمانية للإسلاميين واصطادت به ضحايا كثيرة جدا"، وتباع القباج "فالمطلوب هو إحراج الحزب ذي المرجعية الإسلامية وإرسال رسالة إلى صناع القرار بأن الحزب يتساهل مع خطابات التكفير المؤدية إلى العنف والإرهاب، وهذا يهدد الاستقرار المجتمعي وحقوق الإنسان". حماد القباج أكد، من جهة أخرى، أن "الحنكة السياسية لحزب العدالة والتنمية ستمكنه من تجاوز الفخ، لكن بعض السلفيين سرعان ما يقعون فيه مع الأسف". واعتبر القباج أن الإسلام "لن شيئا من تكفير فلان أو علان، ومن كفر فالله سبحانه أعلم به وهو الذي سيحاسبه"، مؤكدا على أن "الذي تحته عمل وفيه فائدة ونفع هو بيان حكم المقولات المنحرفة كالمساواة في الإرث، وكشف الشبهة فيها وبيان مصادمتها للأحكام القطعية والثوابت الوطنية وتعبئة الناس للتعبير عن رفضها والدعوة لمحاسبة أصحابها "، وشدد "هذا هو مجال المدافعة وميدان نصرة الدين والحق وعلى رأسه الحقائق الشرعية ". ودعا منسق جمعيات دور القرآن السلفيين إلى "استيعاب هذا المعنى لتفادي الفخ وليعلموا أن خطاب التكفير والقذف والسب لن يصلح فاسدا ولن يهدي ضالا ولن يعلم جاهلا ولن يعاقب جانيا.. بالإضافة إلى أنه يجافي الحكمة الشرعية". وشدد محمد القباج، في التدوينة ذاتها، أن أية محاسبة قانونية في الموضوع "ينبغي أن توجه ابتداء إلى الأستاذ لشكر الذي طعن في قطعيات أحكام الدين الإسلامي وتجاوز صلاحياته كسياسي، وهو ما يشكل خرقا سافرا للدستور والقوانين"، على حد تعبيره.