في أولى ردود الفعل الوطنية على إلصاق تهمة الإرهاب بجماعة الإخوان المسلمين المصرية من طرف سلطات الانقلاب، اعتبر الشيخ السلفي المعروف ومنسق جمعيات دور القرآن، حماد القباج، أن هذا الأمر «يعكس حجم الظلم الذي يتعرض له الإخوان»، واصفا ذلك ب «وصمة عار على جبين الإنسانية والأمة الإسلامية» و«كراهية مسعورة». وقال القباج، تعليقا على إعلان الحكومة المصرية المعينة من طرف الانقلاب العسكري جماعة الإخوان المسلمين «جماعة إرهابية»، في تدوينة نشرها في حسابه الرسمي على فيسبوك عنونها ب "صبرا جماعة الإخوان المسلمين"، (قال): "لله العجب من هذا التمحل السياسي والإعلامي في إلصاق تهمة الإرهاب بالجماعة، مع أن كل متتبع يعلم براءتها ورفضها لكل الأفعال الإرهابية وانخراطها الواضح في خدمة وطنها وأمتها دعويا وسياسيا واجتماعيا". وأشار الشيخ السلفي إلى أن "حجم الظلم الذي يتعرض له الإخوان المسلمون، وصمة عار في جبين الإنسانية والأمة الإسلامية"، معتبرا أن هذا الظلم "قائم على كراهية مسعورة تجاوزت كل الحدود، وديكتاتورية سياسية لا نظير لها"، وتابع "ديكتاتورية انخرطت في تنفيذ الأجندة الإمبريالية ولو بتمزيق أمتها ووطنها"، حسب تعبير القباج. حماد القباج اعتبر إلصاق تهمة الإرهاب بالإخوان "جريمة شرعية وإنسانية شارك فيها سياسيون وإعلاميون وفنانون ومثقفون ورجال دين.. تحت قبضة عسكرية وتخطيط إمبريالي لعديمي الضمير"، يضيف القباج. وخاطب الوجه السلفي البارز بالمغرب "شاهت الوجوه، قد حجزتم مكانا فسيحا في مزبلة التاريخ"، معتبرا خطوات انقلاب مصر ناتجة عن "الشعور بالفشل الذي يعاني منه الانقلابيون، الذين رضوا بان يخدموا مصالح الإمبريالية على حساب وحدة أمتهم ووطنهم واستقراره وأمنه"، وقال أيضا "والله لو صدق المستضعفون المظلومون في اللجوء إلى الله لينصرنهم سبحانه: "سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا". واستشهد حماد القباج على كلامه بالقول "قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يجيب دعوة المظلوم بقوله سبحانه: "لأنصرنك ولو بعد حين"، مضيفا "المظلوم منصور لا محالة، وقوله تعالى: "بعد حين"، فيه إشارة إلى الحكمة الربانية التي تعجز العقول عن استيعابها، ولعل منها: تطهير الأمة بنفي الكير وفضح المنافقين الذين يقفون في وجه استقلال شعوبها وقوتها وازدهارها ونماءها"، حسب تعبير القباج. الشيخ السلفي قال أيضا: "لقد رأينا ديكتاتوريين يشيدون بمانديلا، مع أنهم كانوا بالأمس يصفونه بالإرهابي، ويعدونه وأصحابه عصابة مجرمة! وبصبره ونضاله انتصر عليهم"، مشددا على أن الأمة "لن تعدم من هو أشد منه صبرا وأكثر نضالا ضد الظلم والاستبداد"، وتابع "إن اشتداد الظلم مؤذن بقرب الفرج"، مستدركا "لكن الأمر يحتاج إلى: صبر مر وصدق في اللجوء إلى الله تعالى...".