في سياق الاحتفاء باليوم العالمي للغة الضاد، الذي يُصادف 18 دجنبر من كل سنة، أطلقت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الأربعاء، الجزء الأول من «المدرسة الإلكترونية» لتعلم اللغة العربية عن بعد. ويضم البرنامج ثلاث مستويات، انطلق الأول في صيغته الحالية باللغتين العربية والفرنسية لتمكين المتعلمين المستهدفين من اكتساب المبادئ الأولية والكفاءات الأساسية للغة العربية الفصحى في صيغة مبسطة وميسرة، تساعدهم على التواصل اللغوي والاجتماعي والثقافي بشكل وظيفي وهادف، من خلال مضامين معرفية منبثقة عن محيطهم المباشر كالأسرة والمدرسة والشارع ومجالات الحياة العامة. ويركز البرنامج على التدرج في التعلم، عبر الانتقال من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب، كما يختلف هذا التدرج شكلا ومضمونا عبر الوحدات الديداكتيكية داخل المستوى الدراسي الواحد وعبر مختلف المستويات الدراسية التي يتكون منها فضاء تعلم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء المغاربة المقيمين بالخارج. ويقدم البرنامج مادة لغوية تراعي قدرات وحاجيات وميول الفئة المستهدفة، من خلال آليات وأساليب محفزة على التعلم والاكتساب باعتماد دعامات ومعينات ديداكتيكية متنوعة كالصور والمشاهد والمقاطع السمعية -البصرية والأناشيد والحكايات لتوفير مادة تنشيطية وترفيهية محفزة على التعلم المتواصل. وقال الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، عمر عزيمان، إن المؤسسة تلتزم بخدمة المهاجر المغربي والدفاع عن حقوقه والتجاوب مع مطالبه وانتظاراته، وفي مقدمتها صيانة الروابط بينه وبين موطنه الأصلي، خاصة من خلال تدريس اللغة العربية للأجيال الصاعدة. وأبرز أن تدريس اللغة العربية "لا يعرقل اندماج أفراد الجالية المغربية في البلد المضيف، بل يساهم في اندماج حر نابع عن وعي ومسؤولية"، مشيرا إلى أن المسؤولين الأجانب يؤيدون تدريس اللغة العربية ويطالبون بتعزيزها في المدارس العمومية في بلدانهم. ومن جانبه، قال وزير التربية الوطنية والتكون المهني، رشيد بلمختار، إن هذه التجربة تنم عن رغبة الجالية في تعلم اللغة العربية، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يتوخى الحفاظ على ارتباط أفراد الجالية بالثقافة المغربية والعربية ككل. وأضاف أن هذه التجربة يمكن أن تهم الجاليات العربية الأخرى، بالنظر لغياب المدارس التي تتضمن برامجها تدريس اللغة العربية في بعض مدن إقامة الجالية المغربية، كما يمكن الاستفادة منها داخل الوطن بفضل توفر الإمكانيات الإلكترونية، مبرزا أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا لهذه التجربة. وبحسب مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، سيتم لاحقا إعداد برنامج تعلم اللغة العربية بلغات بلدان الإقامة الأخرى كالإسبانية والهولندية والإيطالية، وكذلك الشأن بالنسبة لتعلم الأمازيغية الذي سينجز باللغة الفرنسية ثم باللغات الأخرى. وتضمن برنامج الحفل تقديم مداخلات حول مواضيع همت على الخصوص الاعتبارات التي دفعت إلى إحداث برنامج (إي-مدرسة)، والجوانب التقنية والبيداغوجية للبرنامج، إلى جانب الوضع الراهن لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأطفال الجالية المغربية.