أعلن عمر عزيمان، الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، عن إطلاق أول موقع إلكتروني خاص بتعلم اللغة العربية للمغاربة المقيمين بالخارج من أجل دعم تعليم أبناء الجالية وبهدف الحفاظ على الهوية المغربية. وقال عزيمان، في افتتاح إطلاق الموقع الإلكتروني، إن "برنامج المؤسسة تكميلي لتدريس اللغة العربية لأبناء الجالية المغربية بالخارج"، مبرزا أن الهدف منه هو تلقين أبناء الجالية لغة عربية سهلة ويسيرة، تمكنهم من الاندماج الجيد في المجتمع المغربي. وأوضح أن المؤسسة تقدم، منذ أربعين سنة، برنامجا لتعلم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية، وتجند لتلك المهمة طاقما تعليميا يضم أكثر من 550 أستاذا، موزعين ببعض الدول الأوروبية، ويستفيد منه 75 ألف مستفيد. وأضاف الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني أن "المؤسسة ارتأت توظيف واستعمال الطرق الحديثة للتواصل، وتسخيرها لإنجاز برنامج لغوي لتعلم اللغة العربية عبر شبكة الإنترنت، يجمع بين تعلم اللغة العربية والثقافة المغربية". من جهته، رحب رشيد بنمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، بالبرنامج التعليمي، وقال إنه "يستلزم تقييما من خلال النتائج التي سيحققها"، معترفا بالنقص الحاصل في تعلم اللغة العربية لأبناء الجالية المغربية بالخارج. وأعلن بنمختار أنه سيلتقي مع نظيره في الحكومة الفرنسية بداية السنة المقبلة، لمناقشة إمكانية إدخال تعلم اللغة العربية في المدارس الفرنسية، حتى يتعلمها أبناء الجالية المغربية وباقي أبناء الجاليات العربية والأجانب. وبخصوص الأسباب التي جعلت المؤسسة تفكر في الاهتمام بوضع برنامج يقدم خدماته التعليمية عن بعد لأبناء الجالية المغربية في كل بقاع العالم، أبرز عبد الرحمان الزاهي، الكاتب العام لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أن للمؤسسة عشرة مرتكزات في خيارها لاستعمال البدائل الحديثة للتواصل لتعلم اللغة العربية، تتمثل في تجاوز محدودية التغطية الجغرافية وقيود الزمان والمكان، سواء في بلدان التي تتوفر على تمثيلية مغربية لتعليم أبناء الجالية اللغة العربية، أو تلك التي تنعدم فيها، والمرتكز الثاني يتمثل في التحرر من الإكراهات المرتبطة بغياب الإطار التنظيمي الثنائي بين المغرب وبلدان إقامة الجالية، والسهر على أن يكون النظام التعليمي الجديد مكملا للنظام المعمول به حاليا، مع توسيع الاستشارة إلى ذوي الخبرة والشركاء والطاقم التربوي والمتعلمين، وربط الاستفادة بالهوية المغربية وصفة المغربي المقيم بالخارج، وحصر الاستفادة المجانية على الأطفال المغاربة، مع إمكانية فتح الاستفادة على جنسيات أخرى مستقبلا، وتوفير المتابعة التربوية للمتعلمين واعتماد مبدأ التدرج. وأعلن الزاهي أن المرحلة الأولى من التعلم ستبتدئ ببرنامج موجه للأطفال الناطقين بالفرنسية، على أن تهتم المرحلة الثانية بباقي اللغات الحية، مشيرا إلى أن برنامج التعلم سيعتمد على الإنترنت، مع التقيد بالمبادئ العامة في مجال حفظ سرية المعلومات الخصوصية للأشخاص. وفي عرضه للحالة الراهنة لتعلم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية، أوضح إبراهيم عبار، مدير قطب التربية والتنوع الثقافي بالمؤسسة، أن المؤسسة جاءت لتعمل على مساعدة أزيد من 2411 جمعية ببلدان المهجر تعمل على تعليم اللغة العربية لأبناء الجالية المغربية، وأنها وضعت برنامجا ديتاكتيكيا مبسطا للتعلم الذاتي للغة العربية.