قال عمر عزيمان، الرئيس المنتدب لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، إن تدفق المهاجرين بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط،، الذي ساهم عبر التاريخ في تكوين المجتمعات، وإغناء الثقافات وتحديد الهويات، بما مكن من الاستفادة من التنوع بشكل كبير، "لا تعكس، للأسف، تفكير وعمل كل الفاعلين اليوم". جانب من اللقاء الذي نظمته مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج (سوري) وأضاف عزيمان، الذي كان يتحدث خلال لقاء نظمته مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أول أمس الخميس، بالرباط، بمناسبة يوم التعزيز السوسيو اقتصادي للجالية المغربية المقيمة بالخارج، أنه "على هذا الاعتبار بدأت تظهر هنا وهناك مواقف باردة وانكماش على الذات، ورفض الآخر، كما بدأنا نسمع أمورا لصالح الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، التي غذت الخطابات المبنية على الخوف من الآخر، والتي لم تتأخر في اتخاذ أبعاد تغذي التمييز والعنصرية، لهذا نعاني رؤية، من هنا وهناك، تنامي سياسة متأثرة بعدم الثقة والارتياب والارتباك. وقال عزيمان "من حسن الحظ أنه، من خلال تفكيرنا وتصرفاتنا نترفع اليوم عن هذه المواقف، عبر تبني خطوة ذكية وهادئة، مقاربة إنسانية لمسألة الهجرة"، مضيفا أنه "نريد أن نعالج معا هجراتنا والاعتراف بالمساهمة الحقيقية للمهاجرين، وتقبل التنوع واستخلاص أكبر استفادة، مع الأخذ على عاتقنا تحسين حقوق المهاجرين ودعم إدماجهم اجتماعيا". وشدد رئيس مؤسسة الحسن الثاني قائلا "نؤمن بحرية التنقل وبحرية اختيار المهاجرين الاستقرار في بلدان الاستقبال أو العودة إلى بلدانهم الأصلية أو تقسيم حياتهم ووقتهم بين بلدي الهجرة والاستقبال"، مشيرا إلى أنه يؤمن، أيضا، بالدور الذي يمكن أن يلعبه المهاجر في عصرنة بلده الأصلي، وخلق أشكال جديدة للتعاون بين بلدان الاستقبال وبلدان الأصل". وأعلن عزيمان أن الاتفاقيات والبروتوكولات، التي أشرف على توقيعها، خلال اليوم نفسه، تدخل في إطار تدبير الهجرة في إطار تشاركي، وتواكب المهاجر في بلدان الإقامة على تخطي الصعاب التي تواجهه، وعلى الانفتاح على الآخر والتفاعل إيجابيا مع محيطه ومضاعفة قدراته وتحسين مستواه الاجتماعي، عبر وضع برامج مستهدفة للتكوين والاستشارة والدعم والدفاع عن الحقوق الاجتماعية للأشخاص والأسر. وأضاف أن الأجيال الشابة ستستفيد من هذه الاتفاقيات من برامج خاصة، تهم متابعة دراستها مع توفير تعلم لغة وثقافة بلدانها الأصلية، مبرزا أن هذه الاستفادة تهم مساعدة الذين سيتفوقون، بشكل متوسط، في التسجيل في فروع مهنية، وتشجيع المستحقين في الولوج إلى دراسات معمقة. وبالنسبة إلى المرأة، قال عزيمان إن الاتفاقيات "لم تنسها، إذ ستوفر لها دروسا في محو الأمية، وتعلم لغة البلد، لمساعدتها على الحصول على شغل، والمساعدة في الحياة الاجتماعية، وستقوم ثلاث جمعيات ومعاهد، بتعاون مع مؤسسة الحسن الثاني في إنجاز هذه البرامج". وهمت الاتفاقيات، التي وقعها عزيمان توقيع بروتوكول اتفاق، مع جهة لومبيريا الإيطالية، والجامعة، وإقليم وعمادة بيروجيا، لإنجاز مدرسة للتكوين المهني في تربية العجول واللحوم الحمراء، في جماعة حد الغربية، في جهة طنجة تطوان، بغلاف مالي يناهز 4 ملايين أورو . وشملت الاتفاقيات، التي وقعتها مؤسسة الحسن الثاني مع مؤسسات عمومية وخاصة في كل من إسبانيا وإيطاليا، أيضا، اتفاقيتين مع مؤسستين جامعيتين، إحداهما من أجل صرف منح للشباب المغربي القاطن في جهة لومبيريا بإيطاليا، والأخرى مع جامعة الملك خوان كارلوس بمدريد، لإعطاء الانطلاقة لدراسة حول سياسة الهجرة، وعودة المهاجرين غير الاجتماعيين، مع تقييم الوضعية الحالية، والتفكير في المستقبل.