مبادرة شباب من مدينة سطات للاهتمام بعدد من المشردين والاستماع إليهم وتقديم مساعدات لهم ومشاركة همومهم ، هي سلوك إنساني حضاري رفيع المستوى من شباب أبدعوا أفكارا راقية فتحولت إلى واقع منظور قالوا ففعلوا رغم إمكانياتهم المحدودة جدا . ومن المؤكد أنه لو أتيحت لهم إمكانات مادية ولوجستيكية لتفوقوا على عدد من الجالسين وليس الكل على الكراسي الجلدية السميكة والمكاتب العريضة اللامعة من الذين لا يتقنون إلا "التبندير" وإعطاء الأوامروالبحث عن "الهمزات الصحاح".. صحيح ان لديهم مقترحات جهنمية وأفكار ثاقبة ، لكنها توظف في إحداث "ثقب" في أكياس اموال الشعب وملء جيوبهم بطرق لا تترك أثرا ولا بصمات..فهل هم أغبياء وبلداء ؟حتى يفكروا في حلول لهؤلاء المغصوبين والمكرهين على ممارسة "السياحة" بشوارع المدن وأزقتها ، من أجل إنقاذهم من براثن الضياع ومن سحيق االموت البطىء ، لقد حدد هؤلاء المفسدون الهدف وجددوا النية ونفذوا بتقنيات عالية ما جلسوا من أجله على مقاعد المسؤولية . هؤلاء المشردون أو "الأموات مع وقف التنفيذ"الذين يسكنون في مبردات "ثلاجات" الشوارع والأزقة , مقشعرة أبدانهم ، مكفهرة وجوههم ، مسودة أجسادهم بالإهمال بعدما تسسلت الاتربة إليها ، حفاة عراة يتزاحمون مع القطط والكلاب على أكل ما حملته قمامات الأزبال من بقايا وجبات المحظوظين في هذه الدنيا العجيبة . إن مفسدي هذا الزمان يخسرون أموال طائلة من أجل الوصول إلى البرلمان أو الركوب على ظهور قطيع من المستشارين للوصول إلى رئاسة جماعة قروية أو حضرية ، ومنهم من خسر أكثر من مليار سنتيم لشراء الأصوات ... ، فإذا قمنا بعملية حسابية لمبلغ الأموال التي يصرفها أصحاب "الشكارات" من مفسدي الانتخابات بالوطن من أجل حجز مقعد انتخابي أو رئاسي او برلماني ..بالتأكيد سيكون مبلغا باهضا سيكفي لبناء دور للعجزة والمشردين والمتخلى عنهم والمستوصفات والمدارس..لكن هؤلاء العاقين للبلد اللاوطنيين يسخون بصرف ملايير السنتيمات من أجل مآربهم الشخصية ونزواتهم السياسية ..ولا يلقون بالا للمستضعفين والمشردين وفقراء هذا البلد ..وإذا ما طرقت بابهم وطلبت منه تسخير عشر ما يفسدون به الانتخابات من أجل خدمة الوطن، لعدت بخفي حنين مفطر القلب منهزم النفس من أناس كادوا للبلد واستنزفوا ثرواتها وعاتوا فيها فسادا. إنهم أصحاب الأموال من الذين ماتت فيهم القيم والأخلاق وسكنت نفوسهم فتن الدنيا يلهتون وراء ها، مثلهم كمثل الذي اعتاد شرب ماء البحر كلما شرب منه ازداد عطشا ..فإذاكان هؤلاء المشردون امواتا مع وقف التنفيذ ..فهؤلاء المفسدون أحياء في صفة أموات نسوا الله فانساهم أنفسهم ...ويجب نعتهم بصفات مناسبة كاللاوطنيين والخونة ومصاصي الدماء البشرية ... فتحية لهؤلاء الشباب الذي رقت قلوبهم لحال هؤلاء المشردين وصدقت نوايهم فبادروا وخططوا ونفذوا ..اما قلوب التماسيح فلن ترى منها إلا الدموع الكاذبة في ايام الأسواق الانتخابية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.