يبدو أن التيار العلماني مستعد للتحالف مع الشيطان لإزاحة الإسلاميين ، ومستعد لذبح الديمقراطية وسلخها إذا ما أتت بهم إلى سدة الحكم، ومستعد للزج بهم في غياهب السجون بتهم ملفقة ، ومستعد للتحالف مع الجن والعفاريت من أجل نفي كل من يشتم فيه رائحة التيار الإسلامي إلى "المريخ" أو إبادتهم عن آخرهم...فما حصل بمصر الشقيقة من انقلاب عسكري على الخيار الديمقراطي بتحالف علماني عربي وبغطاء ديني رسمي ، وبتمويل من قبل دول عربية تعبث بخيرات الأمة الإسلامية، هو نموذج صارخ للعدوان العلماني على إرادة الشعب المصري، الذي انتخب د محمد مرسي رئيسا للبلاد في انتخابات نزيهة لأول مرة في تاريخ مصر. نعلم أن إسرائيل وأمريكا ودول عربية والتيار العلماني اللا ديمقراطي ولوبيات الفساد .. أصيبوا ب"هستيريا" وهيجان عند انتخاب الرئيس مرسي، دفع بهم إلى لعن الديمقراطية و"أبيها" وما أتت به صناديق الاقتراع..فاشتغلت الآلة الجهنمية المتصهينة بدعم قوي من قوى شر عربي، استنفزت خيرات الشعوب وأفقرت فقيرهم وأثرت "تماسيحهم"... و اشتغل الإعلام المصري الكاذب المضلل في شيطنة التيار الإسلامي وتشويهه بطرق مدروسة ، حيث اختلق إعلاميو""التيلي كومند" أفلاما "هندية" حول الإخوان المسلمين وأنصارهم، وتهكموا من الرئيس المصري الرجل الصادق النزيه ، واتهموه ب"أخونة " الدولة والإعلام... والمثير أن هؤلاء الجبناء أنه لم تكن لهم الشجاعة أن يلمسوا شعرة من الرئيس المخلوع الفاسد حسني مبارك آنذاك ، لكن أموال الحرام حركت فيهم مشاعر الكراهية وزرعت فيهم سلوكيات الكذب والبهتان واختلاق الإشاعات المغرضة ، ونزعت منهم القيم والأخلاق ، إن هؤلاء "السحرة" كما سماهم مرشد الإخوان ، يشتغلون في صالونات تجميل المفسدين ووضع المساحيق و"الماكياج" على وجوههم الكالحة المسودة بالفساد وأكل أموال الشعب، ويقومون بالمقابل بتسويد الوجوه الطاهرة النقية بالأكاذيب والتشويهات. إن الرئيس مرسي لقن الصهاينة درسا لن ينسوه أبدا، عندما قام بفرض شروط حماس في اتفاقية الهدنة الأخيرة بعد العدوان الغاشم على غزة، ، واتخذ مواقف عديدة مشرفة عززت مكانة مصر على المستوى الإقليمي والدولي . أما على المستوى المحلي فقد زرعت لوبيات نظام مبارك بتواطؤ مع التيار العلماني بجميع أصنافه اليسارية واللبيرالية ..الألغام في طريق حكومة قنديل عن طريق الاحتجاجات المدفوعة الأجر ، وقاموا بخلق ازمة اقتصادية وأمنية وتعطيل العمل الحكومي بشتى الوسائل ، وتقويض ما يسمونه ب"حكم الإخوان" أو "حكم المرشد" . ومن المؤكد أنه بعد الانقلاب العسكري ل"السيسي" وزمرته ، ستقوم الدول المتورطة في الانقلاب على الشرعية ، بضخ ملايير الدولارت في ميزانية الدولة المصرية ، من أجل لفت انتباه المصريين إلى أن حكم التيار الإسلامي حكم فاشل قام بتجويعهم وخلق أزمات اجتماعية للبلاد، وانهم يفتقدون إلى مشروع مجتمعي إصلاحي، وأن هؤلاء لا يتقنون إلا إلقاء المواعظ في المآثم والولائم. نعم إن د مرسي بدون شك قد ارتكب العديد من الأخطاء باعتراف منه، واتخذ قرارات وتراجع عنها ، وهذا ليس عيبا ، وهناك من التيار الإسلامي من يختلفون مع جماعة الإخوان المسلمين اختلافا كبيرا، لكن في إطار الأخوة وما يسمى بالاختلاف المحمود وليس المذموم، لكنهم اتفقوا على قلب رجل واحد من اجل شرعية الرئيس المنتخب ، ويقومون بنضالات سلمية من أجل الدفاع عن المسار الديمقراطي لدولة المصر التي تكالبت عليها قوى مناهضة لإرادات الشعوب العربية والإسلامية. الإسلاميون غير مرغوب فيهم في الوصول إلى السلطة ، لأن أغلبيتهم الساحقة بكل بساطة تتميز بالنزاهة ونظافة اليد ولهم مصداقية في الشارع ، ولهم مواقف جذرية ومشرفة من القضية الفلسطينة ، وهم من أبرز الداعمين لمقاومة الاحتلال الصهيوني. فمن الطبيعي ان تخشى امريكا على الكيان الصهيوني ، ومن الطبيعي ان تخشى دول عربية موالية للغرب على مصالح لوبياتها إذا دخلت قيم الديمقراطية النزاهة والعدالة الاجتماعية إلى دواليبها ، ومن طبيعي أن تخشى تيارات سياسية إقصائية من أن تحمل لهم الديمقراطية تيارا لا تؤمن بأحقية وجوده. ويبقى الحل في اعتقادي هو ان نعلق الآمال على الديمقراطيين الحقيقيين المنتمين إلى جميع الحساسيات السياسية بدون استثناء ، من أجل تكريس ثقافة سياسية جديدة تساهم في إعداد جيل سياسي جديد متشبع بالقواعد الديمقراطية والقبول بالاخر وجعل مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، أما الجيل الحالي فقد هيمنت عليه اللوتة الحزبية وتقوقع داخل إيديولوجيته الضيقة ... عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.