يرى ميلود بلقاضي أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط أن الرابح الأكبر من التعديل الحكومي الثاني الذي ستعرفه الحكومة، هو بنكيران وحزبه العدالة والتنمية والأغلبية، وسيعطي لبنكيران أريحية أكبر وجرأة أكثر على قصف أحزاب المعارضة يضيق بلقاضي. وأبرز بلقاضي أن هذا التعديل ستتخذه المعارضة فرصة سانحة للهجوم على بنكيران، لكنه سيضرها أكثر مما سينفعها، موضحا أن بنكيران أعطى نموذجا في الجرأة السياسية حيث لم يسبق في تاريخ المغرب، أن تقدم الوزير الأول بطلب إعفاء وزراء من حكومته، وبنكيران قام بذلك بطريقة سلسلة جدا، وهذا يثبت أن بنكيران ذكي جدا. وتابع بلقاضي، تقديم الوزيرين الشوباني وبنخلدون استقالتهما من منصبهما منهجية إيجابية جدا، قائلا "لأنه من الناحية القانونية لم يرتكبا أي جريمة أو جنحة يستحقان عليها العقاب"، مضيفا عكس الطريقة التي خرج بها الكروج من الحكومة وضعت الحركة الشعبية في موقف حرج. وكان لافتا للانتباه يقول بلقاضي الطريقة التي تعامل معها حزب العدالة والتنمية مع تقديم الشوباني وبنخلدون لاستقالتهما، حيث ثمنت الأمانة العامة للحزب قرارهما قبل أن يخرج قرار إعفائهما من طرف الديوان الملكي، عكس ما وقع في الحركة الشعبية مع محمد أوزين حيث لم تعلق الحركة الشعبية على موضوع طلب أوزين إعفاءه من الملك، حتى خرج الديوان الملكي بقرار الإعفاء. وقال بلقاضي التعديل الحكومي الثاني أثبت أن حزب العدالة والتنمية حزب المؤسسات والانضباط والالتزام، والذي ساعده في ذلك كون قواعد الحزب هي التي تختار المرشحين للمناصب الوزارية، مردفا "ولو وقع لوزيرين من حزب أخر مثل ما وقع للشوباني وبنخلدون لوقعت الحروب وقامت الدنيا ولم تقعد"، مضيفا وهذا يدل على أن حزب بنكيران ذكي ويعرف كيف يشتغل. بنكيران يقول بلقاضي رتب الأمور في قضية الشوباني وبنخلدون بذكاء كبير، كما أن له من الذكاء ما يكفي لتجنيب المعارضة أي استغلال لهذا الملف، مسترسلا "وأرى أن بنكيران يعرف متى يتحرك وكيف يواجه العواصف". وأضاف بلقاضي أن استقالة الوزراء الأربعة من الحكومة كانت ضرورية، لأن فضيحة مركب مولاي عبد الله أضرت كثيرا بسمعة المغرب، والحركة الشعبية تضررت كثيرا من ما يعرف بفضيحة الشكولاطة، كما أن قضية الشوباني وبنخلدون مست هي الأخرى بالدولة والحكومة والحزب، وبالتالي كان أمام بنكيران إيجاد حل وهذا ما قام به.