وجه الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة مكناس تافيلالت سهامه للتيار الإسلامي عموما (ما سماهم أصحاب اللحية) ناعتا إياه بأنه "سبب البلاء" ليس في المغرب فقط وإنما في العالم العربي بكامله. وقد خصص مصطفى مريزق في لقاء نظمه حزبه يوم 10 نونبر 2013 بغرفة التجارة والصناعة بالرشيدية جزءا كبيرا من كلمته للتهجم على حزب العدالة والتنمية رغم عدم ذكره بالإسم، ولخص هدف حزبه بالرشيدية في "تحرير البلاد" و"محاربة الظلم" مشيرا إلى ملفات "تفوح رائحتها" بالمدينة، وذلك في محاولة منه لتبني سياسة الهروب للأمام وتبييض وجه المفسدين من حزبه بالرشيدية. الغريب في الأمر أن السيد مصطفى مريزق وضع وراء ظهره الباع الطويل في الفساد والاستبداد لعناصر تجلس إلى جواره في المنصة في مقدمتهم الرئيس السابق للمجلس البلدي، وأغمض عينيه وهو يتجول في مدينة الرشيدية عن الإقلاع التنموي الذي تشهدته في الولاية الحالية، سواء في بنياتها التحتية وتجهيزاتها أو في خدماتها، بفضل تحالف وضع مصلحة المدينة فوق كل اعتبار وأنقذها فعليا من براثن التخلف والبؤس الذي انغمست فيه لعقود. ربما نجد تفسيرا لهذه الطريقة البئيسة والرخيصة في الخطاب السياسي، في عدم توفر هذا الحزب على رؤية تؤطر خطاب منتسبيه في مثل هذه المحطات وبالتالي يصبح موضوع التواصل السياسي هو مهاجة الخصم بالإشاعات والمغالطات ودغدغة عواطف الحاضرين ليس إلا، وقد نجد تفسيرا لهذا الخطاب كذلك عندما يتضح لنا تفشي الوصولية في هذا الحزب من خلال طريقة منح التزكيات وتشكيل اللوائح داخل هذا الحزب في مختلف الاستحقاقات الانتخابية وطرق جمع الحاضرين في هذا اللقاء وطريقة تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمره الاقليمي؛ ولكن الأكثر من هذا وذاك هو أن هذا الأسلوب في الخطاب هو أسلوب حزب وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، بعدما رمته أمواج الربيع الديموقراطي على الهامش وهزمته صناديق الاقتراع، وانكشف ما تبقى من عوراته المرتبطة بظروف نشأته وأجنداته الداخلية والخارجية. ولعل الأمين العام الجهوي للبام، وربما بزلة لسان، أقر باهتزاز ثقة المواطنين في هذا الحزب حيث قال بالحرف:" حنا عدكوم طالبين ضيف الله، ضيف الله باش نتعاونوا على الرشيدية احنا تايقين فيكم تيقوا فينا حتى نتوما جربونا، اللي تايق يزيد يتيق واللي تايق شويا يولي يتيق بزاف واللي مازال ما تايقش تنقولوا ليه ضمانة تيق راه بالصح جينا نحرروا البلاد، راه بصح جينا نرفعوا الظلم، راه بالصح جينا نعاونوكم، ولكن تنظموا"(الدقيقة 09:23 من الفيديو رفقته) ومما يؤكد الوصولية المقيتة لهذا الحزب، أن مصطفى مريزق دعى أنصاره خلال هذا اللقاء، وفي سابقة خطيرة،إلى استعمال كل الوسائل والطرق لحشد المواطنين للحضور في المؤتمر الاقليمي الأول لحزبه بالرشيدية، ، وطالبهم بتنظيم أكبر مؤتمر إقليمي بالمنطقة مخاطبا إياهم:" البام اليوم خاسو في الرشيدية يكون رقم 1 دبر راسو دقوا على الديور ولا رغبوا الناس ولا قنعوهم أنا ماشي سوقي هاد المؤتمر اللي غادي يجي ليه المكتب السياسي وتجي ليه القيادة، هاد المؤتمر خاص إيكون أحسن مؤتمر داز في الإقليم ولا ماغاتجيش، وإلا جينا وبغيتوا تبهدلونا بهدلونا نرجعوا مبهدلين يضحكوا علينا يتلاقونا يضربونا بالحجر في الطريق بزاف على باباهم..."(الدقيقة 03:47 من الفيديو رفقته) فإذا كان الأمين الجهوي لهذا الحزب يدعو أنصاره بهذه الطريقة لحشد الناس بكل ما توفر لهم لحضور مؤتمر إقليمي، فمن المؤكد أنه سيبيح لهم استعمال كل الوسائل لاستمالة أصوات الناخبين في المحطات الانتخابية بما فيها شراء الذمم. وفيما يشبه تذكيرا للسلطة بعلاقتها مع هذا الحزب، خاطب مصطفى مريزق عامل الإقليم، بأنه لا محيد له عن التعاون مع حزب الأصالة والمعاصرة واستقبال منتسبيه، لأن العامل بدون هذا الحزب "مايمكنش يكون مزيان" على حد تعبير الأمين العام الجهوي. *عضو المكتب الإقلمي لحزب العدالة والتنمية بالرشيدية