عندما قرر الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله إنشاء جماعة الإخوان المسلمين سنة 1928 لم يكن عمره يتجاوز 22 سنة وبالتالي لا يمكن إعتباره وقتها من كبار علماء مصر لكن كانت عبقريته في إنشاء التنظيم في حد ذاته، وكان يعتمد في التأطير إماّ على رشيد رضى الذي كان موسوعة ومن كبار تلاميذ محمد عبده رائد الإصلاح الديني وبالتالي فإن التنظيم تميز بالحركية و بالتحرر الإسلامي، لهذا نجد أغلب القيادات الإخوانية ترتدي البذلة الأروبية الأنيقة والتي كان يطلق على صاحبها لقب أفندي الذي يعني المتعلم أو المثقف ولم يلبسوا العمامة كالأزهريين أو الجلباب والقميص كالسنيين و كان أكبر تحد هو كيف يمكن إستيعاب علوم العصر وإعادة قراءتها قراءة إسلامية. ومن هنا يمكننا أن نفهم تهافت بعض الإخوان على الكتابة في مجموعة من المواضيع زادهم كثرة الحماس وقلة العلم، وهذا أمر طبيعي لكن كان الهدف نبيل ألا وهو تجديد الفكر الديني لذى الشباب المسلم …… عندما 0ستشهد الإمام رحمه الله كان سيد قطب في أمريكا وقتها و سمع بالفرحة التي غمرت نخبتها فبدأ يقرأ عن الجماعة ويحاول معرفتها وكتب كتابه أمريكا التي رأيت الذي كان كتبا نقذيا للمجتمع الأمريكي مما جعل الإخوان يتصلون به، إلاّ أن شخصية سيد الرومنسية جعلت منه إنسانا متطرفا فبعد أن كان كاتبا أقل ما يمكن وصفه إنه جريء إن لم نقل إباحي أصبح إسلاميا متطرفا، وأصبحت نظرته للمجتمع تتطرف شيئا فشيئا فأصبحنا نقرأ جاهلية القرن العشرين، ثم كتابه معالم في الطريق الذي يصف فيه جيل الصحابة جيل قرآني فريد الذي تربى على يد رسول الله صل الله و يحاول إسقاطه على الواقع بعد أن وصف المجمع بالجاهلي وأن جاهليته أنكى من الجاهلية الأولى لينتهي به الأمر بالتماهي مع عقيدة الخوارج خصوصا في مفهوم الحاكمية لله إذ جعل منها محور دعوته …… لكن بعد الخروج من المحنة أصدر الإخوان مجموعة من الكتب تتبنى الفكر الوسطي و بدأت المصالحة مع المجتمع لكن كما يقول المثل يا فرحة ما تمت ظهرت الحركات الوهابية وبدأت المزايدات، وتخلى الإخوان عن منهجهم التجديدي المتحرر وبدأنا نسمع كبار الإخوان يقولون هؤلاء القوم لم يتركوا لنا ما نضيف، وللأسف هذه المرة أصبحت الجماعة خارجية العقيدة وهابية الفكر إنتهازية الممارسة السياسية رحم الله الإمام الشهيد حسن البنا و رحم الله المشروع الإسلامي التجديدي الحداثي