في خطوة جديدة تؤكد التقارب الكبير بين حزب الاتحاد الاشتراكي، ذي المرجعية اليسارية، وحزب الأصالة والمعاصرة، الذي خرج من رحم السلطة، عقد شباب الحزبين لقاءا تواصليا بالمقر المركزي لحزب البام، أمس الأحد، حضره رئيس الشبيبة الاتحادية، علي اليازغي، وذلك في محاولة لتقوية التنسيق بين الجرار والوردة على مستوى هيئاتهما الشبابية واستفادة أشبال مصطفى البكوري من تجربة شباب إدريس لشكر الطويلة، من أجل مواجهة الإسلاميين. اللقاء التواصلي يأتي في إطار الحملة التي يقودها لشكر منذ وصوله لقيادة الاتحاد الاشتراكي، من أجل حشد الدعم ولملمة صفوف التيار الحداثي بالمغرب، لمواجهة المد «الظلامي» كما يسميه، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية ومن ورائه حركة التوحيد والإصلاح، وذلك ما تحيل عليه التوصيات التي رفعها اللقاء التواصلي بين شباب الحزبين. هذا ويمثل العمل الشبابي لدى حزب العدالة والتنمية نقطة قوة مهمة، تمكنه من التفوق على باقي الأحزاب في الحضور والعمل الميداني، وهو الأمر الذي دفع حزب الأصالة والمعاصرة ومعه الاتحاد الاشتراكي إلى الانتباه لهذه النقطة والعمل على تدارك التأخر فيها، من خلال عقد مثل هذه اللقاءات التواصلية "التأهيلية". وأوصى اللقاء بضرورة "تعزيز التواصل والحوار مع الإطارات الشبابية الحزبية، الحاملة لقيم الديمقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية"، في إشارة واضحة إلى أن هذا التواصل والتنسيق يهدف مواجهة إسلاميي العدالة والتنمية ومنافستهم في ميدان الشباب، بحيث ركزت التوصيات أيضا على "الاهتمام بالقطاعين الطلابي والتلامذي، باعتبارهما رافدين أساسيين للعمل السياسي وبناء القواعد الحزبية"، وهي الآليات والمسالك التي يعتمدها الاسلاميون في تخريج قياداتهم الشبابية.