يعتبر الحبوس أو حي القدسين كما يحلوا للبعض تسميته بمدينة الدارالبيضاء ، من أقدم الأحياء التي تؤرخ لذاكرة المدينة ، وهو القبلة السياحية بإمتياز لما يزخر به من مظاهر الحقبة الماضية ، من أسواق أغلبها يقتصر على المنتوج التقليدي من حلي وبازارات وملابس تقليدية حيكت على النمط المغربي الأصيل، في تمازج تام بين التراث الأصيل والبعد المعاصر في بعض جنباته . ويتمظهر هذا البعد الجمالي في دروبه وأزقته الضيقة التي تربطها قبب وأقواس تنتهي الى زنق متعرجة تزينها منتجات من تاريخ القوم، وهندسة معمارية تمزج بين الهندسة الإسلامية العربية وأخرى أوربية أيان الحقبة الإستعمارية،في صورة جمالية تستهوي الزائرين إضافة إلى أنه يضم أكبر المكتبات وأشهرها، حتى غدا هناك قول سائر هو «إذا لم تجد كتابا في (الحبوس).. لا تبحث عنه في مكان آخر». بهذه الصفات يجمع حي «الحبوس» بين الثقافة والمعمار. الحبوس اليوم رغم ما يزخر به من مقومات حضارية ذات بعد سياحي ،إلا أنه ما زال حبيس قرارات من أجل النهوض به سياحيا بإمتياز، ، بإعتباره حي " موقف" تابع للأملاك التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون اللإسلامية،فالحي لا يتوفر سوى على مطعم واحد ووحيد ، رغم عدة محاولات من المستثمرين لإنعاش المنطقة بمشاريع تنموية سياحية، ما زالت رهن موافقة الوزارة عليها. هذا وقد قام مجموعة من المستثمرين المغاربة بالإستثمار في مطاعم بالمنطقة ، بقيمة إستثمارية مهمة ، لا يقف أمامها سوى الموافقة للإنطلاقة الفعلية في إستقبال السياح والمواطنين