حي الأحباس أو الحبوس كما يسميه البيضاويون، الكائن قرب القصر الملكي، من المعالم السياحية الكبرى في مدينة الدارالبيضاء. إنه حي ثقافي وحضاري بامتياز، ينفرد بأقواسه وبنائه المعماري المستلهم من روح الهندسة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى لمسات من الهندسة الغربية والأوروبية من بقايا الحقبة الاستعمارية. يسمى الحي بـ الأحباس لأن الأرض التي بني عليها هي هبة ممنوحة للمؤسسة الدينية من قبل حايم بن دحان. وقد ساهم في وضع تصميم الحي كل من أبيرلابرادو أوكيست كاديو إدموند بريون. هنا يجد المثقفون كل ما يبحثون عنه من ذخائر وكنوز فكرية في سلسلة من المكتبات الكبرى المتراصة والمتجاورة، التي تعرض آخر ما جادت به المطابع في بيروت والقاهرة والرياض، وبغداد سابقا، من ثمار الفكر الإنساني والسياسي والفلسفي في مختلف تخصصاته. تقع المكتبات ودور النشر في منطقة الأحباس، التي شيدها الفاسيون الأوائل، الذين قدموا إلى الدارالبيضاء. في زنقات ضيقة متعرجة، وشرفات تزوق واجهات، وأقواس تحتضن المارة. والتفاصيل تتآلف في حي الأحباس. تحتشد الكتب مع المعروضات التقليدية، وتتناثر المقاهي على أطراف الحي. ومن تراص المكتبات اكتسبت الأحباس، دلالتها المزدحمة بالرموز. ويتردد السياح على هذا الموقع السياحي باستمرار،بحثا عن شراء هدايا تذكارية، مما أنتجته يد الصانع التقليدي من ملبوسات جلدية، وأوان نحاسية وتشكيلات فنية جميلة، وزرابي ملونة تحمل في طياتها الأصالة المغربية بكل ما تتضمنه من حمولة تراثية، وتعرض بوفرة على الواجهات، وعلى الأرصفة أيضا.