من مريم زدري يعد حي الأحباس أو «الحبوس»، الكائن قرب القصر الملكي، من المعالم السياحية الكبرى في مدينة الدارالبيضاء، إنه حي ثقافي وحضاري بامتياز، ينفرد بأقواسه وبنائه المعماري المستلهم من روح الهندسة العربية والإسلامية بالإضافة الى لمسات من الهندسة الغربية والأوروبية من بقايا الحقبة الاستعمارية. هنا يجد المثقفون كل ما يبحثون عنه من ذخائر وكنوز فكرية من سلسلة المكتبات المتراصة والمتجاورة، التي تعرض آخر ما جادت به المطابع من تراث الفكر الإنساني والسياسي والفلسفي في مختلف تخصصاته، بدون الخضوع لأي رقابة مسبقة. ويتردد السياح على هذا الموقع السياحي باستمرار، فوجا وراء فوج، بحثا عن شراء هدايا تذكارية، مما أنتجته يد الصانع التقليدي من ملبوسات بلدية، وأواني نحاسية ومصنوعات فنية جميلة، وزرابي ملونة تحمل في طياتها الأصالة المغربية بكل ما تتضمنه من حمولة تراثية، وتعرض بوفرة على الواجهات، وعلى الأرصفة أيضا. ويجد السائح مجموعة من المحلات التجارية، منها على الخصوص (القاعة) المشهورة ببيع الزيتون والزيوت والمخللات والسمن البلدي (أوالخليع) ومنها ما تختص ببيع حلويات متنوعة، تشمل الفطائر وقرون الغزال والمحشوة بالتمر.. في هذا الحي تقف شامخة المحكمة ذات الطابع المغربي الأندلسي، وهي عبارة عن صرح تاريخي رائع،..بلغ أعلى درجات الكمال والفخامة. ولاننسى الجامع المحمدي، الشبيه في بنائه وزخرفته بمسجد القرويين.