ما تزال تداعيات قرار المغرب استدعاء سفيره بالجزائر للتشاور الموضوع الأبرز الذي استأثر باهتمام افتتاحيات الصحف الصادرة اليوم، الإثنين 04 نونبر، على بعد يوم من الاحتفالات المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء. واعتبرت يومية توفيق بوعشرين أن "الجزائر والمغرب جاران متباعدان ومتخاصمان متصارعان منذ عقود وليس اليوم، لكنهما يظلان جارين" لأن ذلك "واقع لا مهرب منه"، مضيفة أن "الدول الحديثة لا يمكن أن تدير ظهرها لبعضها أبدا.. مهما بلغت العداوة بينها". وألحت الجريدة على ضرورة التعاون بين البلدين في مجالات التنمية والتكامل الاقتصادي ورعاية الروابط الإنسانية بين الشعبين، مؤكدة أن "عددا من الأخطار والأزمات والمشاكل هي بطبيعتها عابرة للحدود، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات ومشاكل البيئة، وكلها مخاطر تحتاج إلى تنسيق وتعاون وعلاقات ثقة بين المسؤولين". وكتبت الصحيفة في هذا الصدد "لنترك حكام الجزائر يفسدون مشروع المغرب العربي من طرف واحد، ولنبتعد عن ردود الفعل العاطفية أو مجاراتهم في الاستفزاز، ولنتفرغ نحن للبحث عن حلول لمشكل الصحراء داخليا عن طريق مشروع الحكم الذاتي.. واعتماد مقاربات حقوقية وطنية، وعن طريق إنجاح مشروع الانتقال الديمقراطي في البلاد، وعن طريق لعب دور دبلوماسي واقتصادي فاعل في الخارطة الإفريقية والعربية". "وختم بوعشرين افتتاحية عدد اليوم بالقول: "لن يستطيع جنرالات الجزائر أن يلعبوا لأن المساحة ضيقة أمامهم". من جهتها، كتبت يومية "الأحداث المغربية" أن "السفير المغربي عاد إلى الجزائر، ولم تعد العلاقات ولن تعود إلى طبيعتها إلا إذا توقفت الجزائر عن ابتزاز المغرب واستفزازه كل مرة"، مضيفة أن "السفير لم يسحب بل استدعي للتشاور ولمعرفة الواقع هناك في المرادية ونواحيها.. المغرب يريد معرفة ما يحدث والتعرف على حقيقة المشاعر وإن كانت الأفعال تفضح كل شيء". وشددت الصحيفة على ضرورة أن "تعود الجزائر إلى رشدها، ويجب أن يعود الود القديم بيننا وبين هذا البلد قبل أن تصبح سياسته الخارجية مبنية على تمويل الانفصاليين من أجل ضرب وحدتنا وسياسته الداخلية مبنية على تصدير كل ضجيجه إلى المغرب من أجل إلهاء شعبه". وخلص إلى أن "أشياء كثيرة اتضحت اليوم، والغد لن يكون إلا أكثر وضوحا مع الجار إذا ما أراد لهاته الجيرة الطيبة أن تستمر". وكتبت صحيفة "الناس" تقول أن "المغرب غلب صوت التعقل والحكمة في الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر وقرر في النهاية إعادة سفيره إلى مكتبه بعد أن قام باستدعائه للتشاور إثر التصريحات المسيئة للمملكة من طرف الرئيس الجزائري ووزير خارجيته". وتابعت الصحيفة أن الانزلاق الأخير الذي حصل بسبب المواقف الأخيرة للجزائر تجاه السيادة المغربية على الصحراء وتجاه النزاع الموجود أمام الأممالمتحدة هو انزلاق غير مقبول طالما أن الجزائر لا تكف عن التصريح بأنها ملتزمة بالشرعية الدولية حيال هذا النزاع الاقليمي، مؤكدة أن ما حصل بأبوجا يظهرها طرفا فاعلا ورئيسيا في تغذية "البوليساريو" ورعايته بشكل مكشوف.