اختار رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الذكرى التسعين لإنشاء الجمهورية التركية، ليدشن اليوم الثلاثاء المشروع الأكبر الذي يتم إنجازه في عهد حكوماته المتوالية، والهادف إلى ربط القارتين أوروبا وآسيا مرورا من تحت مضيق البوسفور. ويوصف مشروع "مرمراي" بكونه (مشروع العصر) الذي وضعت رؤيته للمرة الأولى في عهد السلطان عبد المجيد، وحاول خلفه السلطان عبدالحميد الثاني دراسته إلا أن القدر لم يمهله، ليأتي رجب طيب أردوغان في العام 2003 ويقرر العمل على تحقيق حلم آخر سلاطين العثمانيين. المشروع الذي قال عنه أردوغان، إنه لن يربط شقي اسطنبول فحسب، لكنه سيربط بين بكين ولندن، استغرق إنشاؤه تسع سنوات، حيث وُضع حجر أساسه في العام 2003، ويبلغ طوله بعد انتهاء جميع مراحله 74 كلم، وارتفاعه قرابة تسعة أمتار. ويهدف المشروع إلى توفير الوقت على حوالي مليون شخص، فضلًا عن التوفير في الطاقة، وتقليل حركة السيارات، وتلوث الجو، وتخفيف أعباء حركة المرور على الجسرين المعلقين في اسطنبول. وسينقل المشروع قرابة 75 ألف مسافر في الساعة الواحدة، بحد أقصى مليون و 200 ألف مسافر على مدار اليوم، وتعتبر المرحلة الأولى هي أصعب مراحل المشروع حيث تم بناء نفق تحت مياه بحر مرمرة في مضيق البوسفور بطول 3.5 كيلومتر كمرحلة أولى بقيمة 4 مليارات دولار. ويصل طول المرحلة الأولى التي تم إنجازها من مشروع مترو أنفاق مرمراي 13.6 كيلومترًا، وتصل المسافة الفعلية الواصلة بين ضفتي القارة الأوروبية والآسيوية إلى 1.4 كيلومترًا، في حين سيصل طول خط مترو أنفاق مرمراي فور انتهاء جميع مراحله الثلاثة إلى 73 كيلو مترًا. وقد حضر إلى اسطنبول للمشاركة في الافتتاح، عدد من وزراء ورؤساء وزراء دول قريبة من تركيا مثل آذربيجان، وبلغاريا، وجورجيا، وألبانيا، ورومانيا، بالإضافة إلى رئيس الوزاء الياباني ووزيرة التعمير الأسبانية. ويخطط الأتراك لربط "مرمراي" بولاية أدرنه في الشق الأوروبي، وبخطوط السكك الحديدية في أقصى شرق تركيا الآسيوية، والتي تصل تركيا بعواصم دول مثل باكو في آذربيجان وتبليسي في جورجيا.