أعرب المغرب وتركيا أول أمس الأحد في اسطنبول، عن عزمهما مواصلة تعزيز تعاونهما ليشمل عددا من القطاعات الهامة من قبيل النقل والتجهيز، وذلك في أفق توفير الظروف الملائمة وتسهيل تطوير اقتصادهما. واتفق كل من وزير التجهيز والنقل عزيز رباح ونظيره التركي بنعلي يلدريم، خلال المباحثات التي أجرياها، على أهمية تعزيز الإطار القانوني الذي ينظم العلاقات الثنائية، لاسيما في مجالات النقل الطرقي والجوي والسككي والبحري. وحث رباح، الذي قام بزيارة عمل لتركيا على رأس وفد من وزارته، رجال الأعمال الأتراك على الاستثمار في المغرب، وأعلن بهذه المناسبة أن وزير النقل والشؤون البحرية والاتصالات بنعلي يلديريم، سيقوم خلال شهر ماي المقبل بزيارة للمغرب سيتم خلالها التوقيع على اتفاقية للتعاون الثنائي في قطاع النقل الجوي. واتفق الجانبان على مراجعة اتفاقية للتعاون في مجال النقل الطرقي التي تربط البلدين، وتحيين الاتفاقية التي تهم مجال النقل البحري، والتي يعود تاريخ التوقيع عليها إلى سنة 1987، كذا الإسراع في وضع الصيغة النهائية لاتفاق التعاون بين المكتب الوطني للسكك الحديدية ونظيره التركي. وأوضح رباح أن «تركيا أصبحت نموذجا يحتذى به بالنسبة لكل بلدان العالم»، معربا عن أمله في أن «يتموقع المغرب ضمن خريطة مصالح تركيا»، وأبرز أن المغرب يوفر أرضية هامة للمقاولات التركية، التي يمكنها الاستفادة من الاستقرار الاقتصادي والسياسي للمملكة ومناخ الأعمال المحفز والإصلاحات العميقة والتطوعية التي انخرط فيها المغرب على مستوى جميع الميادين. ودعا رباح، في هذا السياق، رجال الأعمال الأتراك للدخول في شراكات مع نظرائهم المغاربة، وذلك بهدف تطوير منتجات مغربية-تركية وترويجها سواء في السوق المغربية أو الأسواق الإفريقية والآسيوية. من جانبه، أعرب الوزير التركي بهذه المناسبة عن استعداد بلاده التام لكي يتقاسم مع المغرب تجربته الغنية والمتنوعة، التي راكمها على مر السنين في مجال النقل والتجهيز، مؤكدا أن العلاقات القائمة بين المغرب وتركيا وإن كانت تتطور، «إلا أنها لا ترقى إلى مستوى تطلعات البلدين»، وشدد الوزير التركي على أهمية قطاع النقل، بمختلف أنواعه، في تحقيق التنمية الاقتصادية لجميع البلدان، مستعرضا في نفس السياق الانجازات التي حققتها تركيا في مجال النقل الطرقي والجوي والسككي والبحري، وأكد الوزير على أهمية سياسة الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مستقبل العلاقات الاقتصادية بين المغرب والشركات التركية، التي تم توجيه الدعوة إليها للاستفادة من الفرص الهائلة التي تتيحها المملكة في مختلف القطاعات، كالنقل والبنيات التحتية واللوجستيك والطاقة والفلاحة. واغتنم رباح تواجده بإسطنبول للمشاركة في الاجتماع العام العادي لجمعية الصناع ورجال الأعمال الأتراك، والذي تميزت بحضور رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، والعديد من وزراء الحكومة، كما قام بعدة زيارات ميدانية إلى البنيات التحتية لمدينة اسطنبول، على غرار ميناء أمباري وورش «مرمراي»، وهو مشروع للسكك الحديدية يربط الأجزاء الأوروبية والآسيوية لاسطنبول من خلال نفق يبلغ 13.5 كلم، منها 1.4 كلم تحت مضيق البوسفور. كما اطلع الوزير على المشروع الكبير للمطار الثالث للمدينة التركية والذي يطمح لأن يصبح واحدا من أكبر المطارات في العالم، حيث يتوقع أن يبلغ عدد المسافرين 150 مليونا مقابل 120 مليون راكب بالنسبة لمطار أتلانتا، و92 مليونا لمطار هيثرو، و79 للوس انجليس، و65 مليونا لفرانكفورت، والتقى رباح أيضا برجال الأعمال الأتراك الأعضاء في اتحاد رجال الأعمال والصناعيين الأتراك (توسكون) وذلك بحضور رئيس هذه المنظمة لأرباب العمل ريزانور ميرال، قبل أن يجتمع برئيس مجموعة « يابي ميركيزي» التي أشرفت على إنجاز أشغال طرامواي الدارالبيضاء وكذا بمسؤولي غرفة التجارة البحرية التركية، واستعرض الوزير، خلال هذه اللقاءات، مؤهلات المغرب، كبلد مستقر يتوفر على سياسة قطاعية واضحة، ومناخ أعمال مشجع، وقاعدة لوجستيكية مهمة، وموقع جغرافي استراتيجي يجعل منه ملتقى مهما للربط بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا، وقال الوزير «إن المملكة تبحث عن شركاء اقتصاديين خواص جادين لإنجاز مشاريعها التنموية المتعددة وأن الأتراك محل ترحيب في هذا السياق، مؤكدا على أهمية إنشاء ربط بحري وخط جوي مخصص للشحن بين المغرب وتركيا، من أجل تعزيز أكثر للعلاقات الاقتصادية بين البلدين»، ورافق رباح، خلال زيارته إلى تركيا، وفد يضم عددا من المسؤولين بوزارته والمؤسسات التابعة لها، من بينها المكتب الوطني للمطارات، والمكتب الوطني للموانئ والمختبر الوطني للتجارب والدراسات.