حث السيد عزيز رباح وزير التجهيز والنقل أمس السبت في اسطنبول٬ رجال الأعمال الأتراك على الاستثمار في المغرب ٬البلد الذي يتوفر على فرص استثمارية واعدة ٬ وينعم باستقرار سياسي قمين باستقطاب المستثمرين. وكان السيد رباح الذي بدأ أمس الأول زيارة لتركيا تدوم أربعة أيام ٬ قد أكد على أهمية سياسة إقامة شراكة على مستوى القطاعين العمومي والخاص بالنسبة لمستقبل العلاقات الاقتصادية بين المغرب والشركات التركية ٬ التي دعاها إلى استثمار الفرص الكبيرة التي توفرها المملكة في قطاعات متنوعة٬ كالتجهيزات الأساسية والنقل واللوجيستيك والطاقة والفلاحة وغيرها. وأشار السيد رباح الذي بدأ زيارته لتركيا بجولة في ورش "مارماراي" ٬ وهو مشروع سككي يربط بين مناطق أوروبية وآسيوية من اسطنبول "عبر نفق بطول 5ر13 كلم ٬ من ضمنها 4ر1 كلم تمر تحت مضيق البوسفور ٬ إلى أن المغرب أضحى بمثابة ورش مفتوح لفائدة المشاريع الكبرى المهيكلة٬ التي انطلقت عمليا في جميع القطاعات عبر مجموع التراب الوطني للمملكة. واطلع الوزير أيضا على مشروع كبير آخر ٬ لبناء مطار ثالث للحاضرة التركية ٬ الذي يتطلع المسئولون إلى أن يكون من أكبر المطارات في العالم٬ خاصة من حيث القدرة الاستيعابية التي تقدر ب 150 مليون مسافر مقابل 120 مليون مسافر بالنسبة لمطار أطلنطا. كما التقى السيد رباح بمقاولين أتراك من كونفدرالية رجال الاعمال والصناعيين الاتراك (تيسكون)٬ بحضور رئيس هذه الهيئة السيد ريزانور ميركيزي ٬ كما تباحث مع رئيس مجموعة "يابي ميركيزي" ٬ الذي أنجز أشغال الترامواي بالدار البيضاء٬ وكذا مسئولين من غرفة التجارة البحرية التركية. وخلال هذا اللقاء استعرض السيد رباح الامكانات التي يتوفر عليها المغرب بوصفه بلدا ينعم بالاستقرار٬ويتوفر على سياسة قطاعية واضحة ومناخ ملائم ومحفز لرجال الأعمال ٬ وكذا على قاعدة لوجيستية هامة وموقع جغرافي استراتيجي متميز يؤهله لان يشكل صلة وصل بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا. وأضاف السيد رباح أنه " إذا كانت طنجة تتوفر على أكبر ميناء في المغرب٬ فإن المملكة تعتبر بمثابة أكبر ميناء لافريقيا وأوروبا "٬ داعيا المستثمرين الأتراك إلى المجيئ إلى المغرب على غرار البرازيل التي قال أنها تفكر حاليا في جعل المغرب قاعدة لصادراتها صوب إفريقيا ٬مشددا على أهمية إقامة خطين بحري وجوي مخصصين للشحن بين المغرب وتركيا قصد تكثيف العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقال السيد رباح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المغرب الذي كثف في السنيين الأخيرة من وتيرة الأوراش الكبرى ٬يبحث عن شركاء ومستثمرين أكفاء على مستوى المواكبة في إطار تفعيل الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص٬ مبرزا أن زيارته لتركيا تروم إجراء المزيد من الاتصالات وإقناع المستثمرين ورجال الاعمال الاتراك على القدوم الى المغرب من اجل الاستثمار وتعزيز العلاقات على المستوى المؤسساتي والاقتصادي. وفي هذا السياق٬ قال السيد رباح ٬ الذي سيجري في وقت لاحق اليوم الأحد مباحثات مع وزير النقل والشؤون الملاحية والتواصل التركي السيد بينالي يلديريم٬ " لدينا اتفاقية جاهزة للنقل الجوي وسنعمل على تطوير كل ما يهم النشاط البحري وفضاءات أخرى للتعاون مع تركيا"٬ مشيرا إلى أهمية مراجعة وتعزيز الإطار القانوني للتعاون بين المغرب وتركيا خاصة في مجال النقل. وأضاف أن المغرب وتركيا تربطهما اتفاقية للتبادل الحر٬ والتي يمكن مراجعتها لما فيه صالح البلدين٬ وكذا تفعيل اتفاقيات أخرى في مجالات النقل والتجهيزات الأساسية والتكوين والمساعدة التقنية . وقال انه بحث مع نظرائه الأتراك "إمكانية إنشاء خط للربط البحري بين المغرب وتركيا ٬ معربا عن تفاؤله إزاء مستقبل العلاقات المغربية التركية. ويرافق السيد رباح في زيارته لتركيا وفد يضم بالخصوص مسئولين من وزارته ومن المؤسسات المعنية كالمكتب الوطني للنقل الجوي والمكتب الوطني للموانئ والمختبر الوطني للتجارب والدراسات والقنصل العام للمغرب باسطنبول والمستشار الاقتصادي لسفارة المغرب بأنقرة .