عبر أبوحفص الداعية المغربي في اتصال أجرته معه "الرأي" عن استياءه الشديد، من حدث اعتقاله بتونس على خلفية مشاركته في ندوة مناهضة للإرهاب كان سينظمها معهد كرنجي، حيث كان من المقرر أن يشارك فيها أبو حفص بتدخل حول تجربته الشخصية وتجربة الانخراط في العمل السياسي عند مجموعة من المعتقلين السابقين. وفي تسائل للرأي حول عدم تدخل السلطات المغربية على الخط، قال أبو حفص أنه لم يكن يتوفر على أي آلية للتواصل معها سوى انتظار ما ستؤول إليه الأمور. وتأسف أبو حفص عن هذا الحادث الذي اعتبره "أنه يدل على أن دولة القمع والإستبداد لازالت متحكمة في تونس، فبالرغم من كل ما وقع من تغييرات في إطار الربيع الديمقراطي لازالت الإدارة تسير بالشكل القديم، والذي يؤسفني بتونس هو أن دخولي إلى الأراضي التونسية كان بهدف مشاركتي في ندوة ل"مكافحة الارهاب" وليس لغرض آخر، وعلى الدولة آن تعي بأن مثل تلك التصرفات هي التي تغدي التطرف والارهاب بتونس". وفي رده عن التناقض في الموقف التونسي الذي تمثل أساسا في إعطاء السفير التونسي بالرباط ضمانات تفيد بعدم تعرض أبو حفص لأي مضايقات آو اعتقال من جانب السلطات التونسية من جهة، وما حدث له بالأراضي التونسية من جهة آخرى، قال أبو حفص إن ذلك إن دل على شيء إنما يدل على سوء التدبير بين الأجهزة الأمنية التونسية، وبالتالي نخلص إلى نتيجة واحدة هي أن الأجهزة المتحكمة بتونس غير موحدة. أما بخصوص ما جرى له بتونس، أكد أبو حفص أنه بمجرد بلوغه إلى مطار تونس، طلبت منه السلطات التونسية الإنتظار بدعوى اسمه يتشابه بشخص آخر له نفس الإسم وأن المشكل سيحل قريبا، "وبعد طول انتظارأخذوني إلى مكتب للشرطة وأجرو معي تحقيقا وبعد التحقيق طلبوا الإنتظار مرة آخرى ليخبروني باني هو الشخص المقصود، حيث تركوني في بيت بدون أكل ولا شرب ولا نوم من 9 صباحا إلى السادس مساء، بعد ذلك حاولت الاتصال بالسفير التونسي ولم يجب، قبل أن يتم تسليمي للطائرة المغربية مع مجموعة من المهاجرين الأفارقة السريين". ونوه أبو حفص بالتعامل الذي لقيه من قبل السلطات الأمنية المغربية حين وصوله إلى أرض الوطن عبر الطائرة القادمة من تونس، قبل أن يتم إعادة له جواز السفر الذي احتجزته له السلطات التونسية.