بعد التصعيد القوي الذي لجأ إليه أساتذة جامعة القاضي عياض بمراكش، وإعلانهم العزم في خوض إضراب مفتوح إلى حين إقالة رئيس الجامعة عبد اللطيف الميراوي، على خلفية تقديمه شكاية للمصالح الأمنية في حق أحمد بومهدي الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي نهاية الشهر الماضي، أعلنت رئاسة الجامعة صباح يوم تنازلها عن الشكاية المذكورة. وأفاد بلاغ توصلت «الرأي» بنسخة منه، أرجعت الجامعة سبب التنازل عن الشكاية لملتمس توصلت به من طرف رؤساء المؤسسات التابعة للجامعة، وبعض الأساتذة الجامعيين، وكذلك تفهما للتوتر الذي خلفه خيار اللجوء للقضاء في الفضاء الجامعي، وسعيا منها إلى تهدئة الأجواء واسترجاع الثقة بين جميع مكونات الجامعة. واستدرك البلاغ الذي حاول الجمع بين لغة التصالح ورسائل إعلان الانتصار، أن التنازل عن الشكاية في حق بومهدي العضو بمجلس جامعة القاضي عياض، يأتي رغم إيمان الرئاسة «بأن اللجوء إلى القضاء للفصل في الخلاف هو خطوة طبيعية وصحية في مجتمع ديموقراطي وحداثي يقوم على مبدئ الحق والقانون». وأضافت الرئاسة في البلاغ ذاته، أنها واثقة من تحقيق الشكاية لجزءٍ مهم من مبتغاها، «حيث مكنت من الوقوف على أهمية احترام القوانين، ومنحت فرصة لمجموعة مهمة من الجامعيين للتعبير الصريح عن رفضهم لكل الأساليب المشينة التي لا تنم بصلة للفضاء الجامعي من سب وقذف وشتم وتشهير وتغليط للرأي العام». من جهة أخرى، دعت الرئاسة التي تربطها علاقة متوثرة مع الأستاذة والموظفين، منذ تعيين الرئيس عبد اللطيف الميراوي رئيسا عليها خلفا لمحمد مرزاق، قادما إليها من جامعة فرنسية، (دعت) «السادة الأساتذة والموظفين لفتح صفحة جديدة في الفضاء الجامعي يسودها الإخاء والتواصل الإيجابي والاحترام المتبادل والتسامح والحوار الجاد والبناء بين كل المكونات المنتمية إلى الجامعة». وناشدت الهيئة نفسها، كل القوات الحية بالجامعة التي تحركها روح المسؤولية والمواطنة والمصلحة العليا للجامعة، «أن تساهم في الانخراط في المرحلة الجديدة التي تتسم بالثقة المتبادلة بين جميع مكونات الجامعة، و نبذ كل الأساليب المشينة من سب وقذف وشتم وتفادي نشر معلومات مغلوطة وادعاءات كاذبة»، وكذا إلى «اعتماد آلية التواصل مع الهيآت والهياكل الجامعية في الحصول على المعلومات والتوضيحات التي تخص الشأن الجامعي»، ثم «الحرص على نسج علاقات بين الجميع تطبعها قيم التسامح والإخاء وطيبوبة الأخلاق واحترام الرأي الآخر واعتماد الحوار البناء والفعال في حل ما قد يطرأ من حوادث غير متوقعة». وختم البلاغ الذي أعلن التنازل عن الشكاية، بتأكيد رئاسة الجامعة أنها تؤمن وتثق «بقدرة جميع أساتذة وموظفي جامعة القاضي عياض على تجاوز هده الظرفية وإعطاء الأولوية لمصلحة الطالب والجامعة»، داعية جميع الأطراف «التكتل والتآزر من أجل رفع التحديات الكبرى التي تواجهها الجامعة لتحقيق ما تصبو إليه كجامعة عتيدة ورائدة على المستوى الوطني»، و«سلوك قنوات الحوار واعتماد الطرق الحضارية والقانونية في حل كل خلاف محتمل».