كشف الصحفي محمد راضي الليلي عن وثائق سرية تعود إلى سنة 1999 أبرز فيها حالة الفساد المستشري بالقناة الأولى التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بعد قرار طرده من تقديم الأخبار بالقناة من طرف مديرها فيصل العرايشي. وتوصلت "الرأي" بنسخ من هذه الوثائق التي تتعلق بمسار الصحفي الذي بدأ في يوليوز 1999 باستوديو أربعة بالإذاعة المغربية المركزية براتب يصل الى 1500 درهم، قبل أن ينتقل إلى الاذاعة الوطنية سنة 2003. وتبرز وثيقة مؤرخة بتاريخ 03 يوليوز 2007، وموقعة من طرف فيصل العرايشي المدير العام للقناة تنويها من الأخير للصحفي بعد رفضه لمحاولة ارتشاء تعرض لها، وقال العرايشي في مراسلته "يشرفني أن أنتهز هذه الفرصة لأهنئكم على هذا التصرف النبيل والذي يجب أن يكون مثالا يحتدى به عند جميع الزملاء". وردا على قرار إبعاده إلى وزارة التربية الوطنية باعتباره ليس موظفا بالتلفزيون، تشير وثيقة مؤرخة بتاريخ 20 شتنبر 2006 إلى أن الصحفي راضي الليلي يعمل متصرفا بالشركة الاعلامية، وهو ما زكاه مديرها العام بعد مراسلة له في رخصة استفاد منها الصحفي. وأوضح راضي الليلي أنه أمضى ست سنوات من غير ترسيم في الاذاعة والتلفزة، ومن دون تقاعد ولا تغطية صحية، وهو ما ينطبق على 122 حالة في المؤسسة لازال ملفها يراوح مكانه في مديرية الموارد البشرية و يتطلب من الشركة أداء نحو 500 مليون سنتيم للنظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، "بينما لم يكن ملفي يكلف الشركة سوى 35 الف درهم لازالت تتلكأ في سدادها حتى اليوم وهو ما يهم الفترة مابين يوليوز 1999 ودجنبر 2005". وختم راضي الليلي، موجها خطابه لفيصل العرايشي، "ما أريد أن أركز عليه اليوم هو أن العرايشي لم يدخل المؤسسة إلا بعدي بأشهر وليس له الحق ولا لغيره أن يطردني من مؤسسة قضيت فيها زهرة عمري بأبخس الأجور التي لا يصدقها العقل لكن خرجت منها مرفوع الرأس، و لن أعود إليها إليها إلا كذلك".