هناك واقع سياسي في البلاد يتميز بالضبابية ، احزاب تشتغل على نفس البرامج والطموحات السياسية وتشتغل بايديولوجيات مختلفة وعند الحديث عن الايديولوجية والمرجعية وفي اطار نفاق اجتماعي يبطن الكذب، فالشيوعي واليساري يقولون لك نحن كلنا مسلمون لا مزايدة في الدين. وعند وضع الدستور تجد جهة من هؤلاء الاحزاب تكون اول الداعين الى دولة مدنية بدستور علماني ديدنهم ان الدين لله والوطن للجميع ،وان الدين يجب حبسه في المسجد حتى تخلو لهم الحياة السياسية ليعبثوا بمقدرات الشعب، وحتى يفسدوا الحرث والنسل وينشروا اباحيتهم وافكارهم المريضة . لذلك تشهد هده القوى المجتمعية صراعات ، عند كل محطة سياسية يضرب بعضهم بعضا تتقاذف شراراتهم من هنا وهناك ، واتهامات للطرف الاخر، الاحزاب ذات التوجه الاسلامي ليست في علاقة جيدة مع احزاب اليسار علاقة اشبه بعلاقة توم وجيري وان حصل التوافق فهو زواج مصلحة من اجل خدمة الوطن حسب قولهم، وحزب اخر لا هو بالوسطي ولا باليميني ولا اليساري نزال من الفوق ببرنامج سياسي مدبج بالبنج العريض انه جاء ضد الاسلاميين لاجتثاتهم ولعل هذا ما يطرح اسئلة عديدة حول حزب سياسي لقيط كما قال عنه البعض ، عوض ان ياتي ببرنامج سياسي تنافسي يهدف الى خدمة البلاد جاء من اجل برنامج انتقامي عدائي ضد حزب مرجعيته اسلامية ، اذا قمنا بتشريح المشهد ككل سنخرج بخلاصة اننا مازلنا نحتاج لعصور حتى نرتفع الى مستوى التنافس السياسي الذي يسير بنا الى مصاف الدول المتقدمة. البكارة السياسية بكارتنا السياسية مشوهة وفي كل مرة تحاول بعض الاحزاب ممن تسمي نفسها حارسة الديمقراطية تحاول ترقيعها بما اوتيت من اشكال النضال المشروعة و غير المشروعة ان مشهدنا السياسي اشبه بامراة قبيحة تحاول ان تزين نفسها فتضع كل انواع المساحيق والخلطات لكن ذلك لا يفيد ليبقى القبح عنوانا والجمال قناعا. وهذا ما يفقد المواطن الثقة تماما في شيء اسمه الحزب السياسي او اي شيء يشجعه على المشاركة في الحياة العامة ، فما نحن بحاجة اليه اليوم في ظل هذه التشويهات الطارئة على الجسم السياسي هو ان نعود الى الرشد والى التعقل حتى تعود للسياسة ملامحها وحتى تعود الثقة الى المواطن . عورة السياسة السياسة من سوء طالعها ان كل من هب ودب اصبح يحاضر فيها حتى الذين لم يطلعوا على عورتها ولم يسبروا اغوارها ، واصبح وجههم (قاصح) لا يستحيون من القيام بسلوكات بليدة وعقيمة كاستعمال قاموس السب والشتم لخصمه السياسي ومعارضته باعمال سفيهة لا تصدر الا عن عقول غبية كمسيرة الحمير الاخيرة والتي لقيت فشلا ذريعا واصبحت محطة للتنذر من طرف الشباب على المواقع الاجتماعية السؤال اذا كان هذا هو سلوك من يسمون بالنخبة ومن يسيرون حزبا سياسيا فكيف سيكون سلوك المواطن العادي؟ تخليق السياسة السياسة التي تفقد الرشد في التدبير ،والحكامة في القول والفعل تخبط خبط عشواء قد تصيب احيانا وتخطئ احايين كثيرة ، دعوتنا هو ان يتخلق السياسي بقليل من الحكمة والاخلاق التي يدعوا اليها ديننا الحنيف مادام الجميع يصرح اننا كلنا مسلمون ، ورد الاعتبار الى المؤسسات التشريعية ومؤسسات الدولة حتى تعود الثقة للمواطن ويعرف ان كل عمل انما هو في صالح استقراره وتنميته التنمية الحقيقية التي تؤهله لان يكون فردا صالحا مسهما في تنمية بلاده . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.