استأسد من يسمونهم ب "الرجعيين" على فضاء الأنترنت بنسبة 80 في المائة، حسب بحث أجراه موقع "هنا امستردام" وهؤلاء "الرجعيون" هم اعضاء حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية. أما "الحداثويون" أو من يحتكرون الحديث باسم الحداثة ، ثبت أنهم يعتنقون حداثة من صنع "الشينوا" ، بدليل تموقعهم بخصوص استعمال الوسائل المتطورة، في المراتب الأخيرة وبنسب مئوية ضعيفة. ونحن لا نقول هذا الكلام من أجل التشفي او التحقير، فقط نريد من هذا التيار ان يكف عن تحرشه بالتيار الإسلامي ووسمه بنعوت غير لائقة من قبيل "الظلاميين" و"الرجعيين" وأعداء الديمقراطية..وكثير من العبارات التحقيرية التي شنفت أسماعنا من قبل الكثير من القيادات السياسية العلمانية واليسارية ، وحتى الإسلاميون مطلوب منهم التحلي بالحكمة والحلم في إدارة الاختلاف المرجعي أو الصراع بينهم وبين العلمانيين ... لذلك يجب ان نتفق على مفهوم جديد للحداثة بعيد عن المفاهيم الإيديولجية ذات الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية... المغرقة بالمعاني النظرية، مفهوم واقعي يفهمه عموم الناس بعيدا عن التعقيدات والتوغل في جهازمفاهيمي متشعب. فإذاكانت الحداثة تعني التجديد والتطوير في جميع المجالات من أجل خدمة الإنسانية والانعتاق من براثن التخلف والرقي بالبلاد وجعلها تساير ركب الدول المتقدمة فلا أظن ان عاقلا سيعارض هذا التعريف. وإذا كانت الحداثة تعني محاربة الأمية والتقليص من نسبتها ، وتكريس القيم الديمقراطية في صفوف ابناء شعبنا ، وتحسين خدمات المؤسسات العمومية من صحة وتعليم وإدارة...، وتعني استقلالية القضاء ووجود احزاب حقيقية تحترم القواعد الديمقراطية وتكرسها سلوكا ومنهجا في الحياة السياسية وتؤطر المواطنين، وإذاكانت الحداثة تعني أيضا المساواة وتكافؤ الفرص ومحاربة الفقر والظواهر الاجتماعية المشينة..فمن غير المعقول أن يعارض إنسان سوي هذه التعاريف، وإلا فيمكن القول إن لكل اتجاه سياسي او فكري حداثته الخاصة يعجنها كما يريد ويطوعها حسب خلفيته الإيديولوجية ، وهذا إشكال حقيقي يضرب مضمون الحداثة في العمق فيصبح قبيحها جميلا وجميلها بشعا. نحن في حاجة إلى حداثة محلية تحترم هويتنا وخصوصياتنا الثقافية ، فلا يمكن لراكب ان يمتطي سيارة بدون فرامل ، كما لايمكن أن نتبنى الحرية المطلقة باسم الحداثة أوما يسمونه العلمانيون بالهوية الكونية التي كل شيء في ظلها مباح. فلا يمكن ان نغطي الشمس بالغربال ونقول بكل صراحة إن "الحداثويين " ركزوا حداثتهم على محاربة الأخلاق والتدين والدفاع عن العري ومهرجانات "الشطيح والرديح"...، وهؤلاء ربما يفرحهم خواء المساجد وامتلاء الحانات ،ويثلج صدورهم تراجع عدد المحتجبات ، ويطربون لمنع او تقنين تعدد الزوجات في الإسلام مقابل تعدد الخليلات، ويعشقون العقلية "السيطايلية " في الإعلام...بكلمة اجملوا حداثتهم في محاربة ملامح التدين وترويج "أسلحة الدمار الشامل " للاسرة المسلمة تحت يافطة الحرية المطلقة. نتفق في الأخير على وجود وطنيين وشرفاء بمختلف الحساسيات السايسية ، لكن تاثيرهم للأسف الشديد ضعيف بحكم هيمنة عقليات مستلبة ثقافيا على الساحة السياسية، والتي لا هم لها إلا خدمة أجندة غربية تستهدف الخصوصيات الثقافية للبلد ، فتمنينا لوكان هذا الاستلاب تكنولوجيا لأصبحت بلادنا مع مصاف الدول المتقدمية عوض أن تبقى المناكافات السياسية والصراعات حاضرة بقوة في المشهد السياسي على قضايا فارغة، عوض الاهتمام بالقضايا الكبرى التي تقض مضجع المواطن المغربي كالامن والصحة والتعليم والتشغيل... فدعوا أيها "الحداثويون" الدين للعلماء أهل الاختصاص...ولكم المجال واسعا لخدمة البلد إذا فعلا كانت لكم إرادة حقيقية في التعاون مع جميع الفرقاء السياسيين دون إقصاء وازدراء.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.