بدا واضحا أن المسار الانحداري الذي يسير فيه المشهد السياسي المغربي لن يقف عند المستوى البئيس الذي ظهرت به المسيرة الاحتجاجية لزعيم الاستقلال حميد شباط، وهي تتقدمها بضعة حمير تلبس ربطة عنق وفوق رأسها عبارة "فهمتيني ولا لا" في إشارة لرئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، بل ستتجاوزه إلى مستويات أخرى. زعيم حزب عبد الرحيم بوعبيد الجديد، إدريس لشكر، بدوره دعا إلى الاحتجاج ضد حكومة بن كيران، على خلفية الزيادات الأخيرة في سعر المحروقات، حيث أكد لشكر الشعبوي، أنه يفكر بطريقة قريبة من تفكير زميله الآخر حميد شباط، حين قرر الاحتجاج داخل فضاء مغلق بقاعة رياضية مغطاة، مدشنا بذلك شكلا جديدا في مسار الاحتجاج ببلادنا، ينبئ بأن زعماءنا أصبحوا يخافون من الشارع حتى وإن كانوا يريدون من تظاهرتهم إعلان موقف معارض لقرارات حكومية. فضيحة الإتحاد الإشتراكي وكاتبه الأول لم تقف عند هذا الحد، بل بلغ مستوى جد متدن ينتظر أن يثير حفيظة عدد من قادة الحزب ومناضليه، حيث أفادت يومية المساء في ركن "سري للغاية"، أن بعض مناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي يقومون منذ عدة أيام، بحشد المواطنين في الأحياء الشعبية بالرباط للمشاركة في الاحتجاج داخل القاعة مقابل 100 درهم. وأضافت اليومية في عددها الصادر يوم غد الجمعة، أن مناضلي حزب الوردة، يقدمون مبالغ مالية للأشخاص المستهدفين من أجل التنقل إلى القاعة المغطاة التي ستشهد بعد غد السبت، النشاط الاحتجاجي للاتحاديين على حكومة بن كيران، مؤكدة حسب مصادرها، أن عملية التعبئة والحشد همت أحياء التقدم واليوسفية والنهضة بالعاصمة الرباط، التي يعد لشكر من أبنائها.